أولادك والكمبيوتر!

TT

تتزايد نسبة إدخال الكمبيوتر في المدارس في معظم أنحاء العالم تزايدا سريعا، وأصبح الكمبيوتر مادة دراسية أساسية منذ المرحلة الأولى في التعليم. كما أن الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الجهاز الساحر الكمبيوتر أكثر بكثير من الأوقات التي يقضونها بين الكتب والكراريس والأقلام، ذلك لأن الكمبيوتر بالنسبة للأطفال يمثل الاثارة والمرح واللعب والتسلية.

أظهرت الدراسات العلمية التي أجريت في بريطانيا أن الأطفال الذين يستعملون الكمبيوتر في مدارسهم يصبحون أكثر ذكاء من الذين لا يستعملونه. وفي رأي ليندا روبرت مديرة إحدى المدارس في لندن أن الكمبيوتر يعمل على تفتيح مدارك وقدرات الأطفال العقلية، وأن الكمبيوتر بالنسبة للطفل يعتبر استثمارا حقيقيا مع مرور الوقت، اذ يساعد الكمبيوتر الطفل على أن يكون أكثر تمكنا في دراسته وأكثر توسعا فيها. وما يؤكد ذلك أن أحد الأبحاث التي أجريت اخيرا في بريطانيا توصلت الى أن التكنولوجيا اذا دخلت أي مجال، مهما كان، فإن الاستفادة المتاحة للمتلقي تصبح أكثر وأسرع.

وبالرغم من أن الكمبيوتر هو لغة العصر الحديث وله أهميته الكبرى في حياتنا العملية إلا أن به بعض السلبيات التي تؤثر على الأطفال، ومن هذه السلبيات التي يتوجب الوقاية منها جلوس الطفل أمام شاشة الكمبيوتر ولوحة المفاتيح لفترة طويلة قد يؤثر بالسلب على عضلات جسمه اذا لم تتحرك من وقت لآخر.

و عملية التركيز الشديد للطفل أمام الكمبيوتر لها تأثير ضار على أعصابه التي لا تزال في حالة النمو، كما أن عملية الشد العصبي التي يكون فيها ولوقت طويل قد تلحق الضرر بجهازه العصبي. كذلك ينجم عن طول فترة نظر الطفل الى الشاشة وقربه الشديد منها أضرار بالغة على قوة النظر، الأمر الذي يتطلب مراعاة وضع شاشة حماية للعين قبل جلوس الطفل أمام الكمبيوتر.

من الضروري الا تطول فترة جلوس الطفل أمام الكمبيوتر لأن ذلك يعرضه للاصابة بالإرهاق البدني والعقلي، ومن الضروري كذلك أن يتم تحديد موعد لجلوسه أمام الكمبيوتر والا يتجاوز هذه المواعيد مهما كانت الأسباب.