إياك والدردشة على النت!

TT

في الولايات المتحدة الاميركية يشبهون الشاب المراهق الذي يدخل عالم الانترنت بالشاب المراهق الآخر الذي يقود سيارة لأول مرة، فالاثنان يتعرضان للخطر، المراهق الذي يقود السيارة يخشى عليه من تسببه في حوادث دموية على الطرق، لأن لديه كل شيء.. السيارة التي يقودها بمفرده وبدون رقابة، ولديه ايضاً سرعة يمكنه التحكم في زيادتها كما يحلو له.وهذا الشاب يتشابه مع المراهق الذي يدخل عالم الانترنت لأول مرة والذي يمكنه الاتصال بمن يشاء بسهولة وبدون رقابة، وهنا يكمن خطر الانترنت على المراهق وأيضا الخطر الذي قد يمثله المراهق على الانترنت.

بالتأكيد يمكن للمراهقين والاطفال ايضاً بدافع الفضول ان يفعلوا كل شيء من خلال الانترنت، فعلى سبيل المثال استطاع مراهق ان يفصل شبكة خطوط التلفون لعدة ساعات من خلال دخوله على موقع محدد له علاقة بترتيب شبكات الخطوط التليفونية في كاليفورنيا كلها، كما يستطيع المراهق أو الطفل نسخ ديسكات بعض الأفلام الجديدة او ديسكات بعض الفرق الموسيقية مما يؤثر تأثيرا بالغاً على حركة البيع والشراء في هذين المجالين.

ونظراً لتعدد حوادث الصغار عبر الانترنت، خاصة تلك الحوادث التي لها علاقة بالآداب العامة، فقد خصصت اجهزة الشرطة في دول العالم ادارات للجرائم التي تتم عبر اجهزة الكومبيوتر وشبكة الانترنت استطاعت الكشف عن آلاف اشرطة الفيديو من نوع البورنو المنافي للاداب العامة والخاص بالاطفال والتي يتم تداولها عبر شبكة الانترنت.

تبدأ الخيوط الاولى لارتكاب جريمة انتاج وتداول اشرطة البورنو المنافية للاداب باختيار احد المراهقين لموقع من مواقع الدردشة على الانترنت ويبدأ في التحدث الى ضحيته الى ان يقنعها بإرسال صورة شخصية وبمجرد الاستيلاء على الصورة الشخصية يمكن للمراهق باستخدام برامج الجرافيك والتصميمات الحديثة ان يصمم صوراً كثيرة وفي اوضاع مختلفة لصاحبة الصورة ثم يقوم بنشرها على شبكة الانترنت على مواقع مجانية او المواقع التي تطلب دفع اشتراك.

وتنجح ادارات مكافحة جرائم الانترنت بأجهزة الشرطة في القاء القبض على عدد كبير

من المراهقين الذين يقومون بمثل هذه الاعمال المنافية للاخلاق، كما استطاعت وقف بث عدد كبير من الصور العارية للاطفال.

وقبل الدور الذي تلعبه اجهزة الشرطة في مكافحة مثل هذه الجرائم المخلة بالاداب العامة يأتي دور الاسرة المهم في انقاذ أبنائها وبناتها من الانحراف. ويبدأ دور الاسرة بتوجيه النصائح اللازمة لأطفالها وبمحاولة توعية الاطفال والشباب وايقاظ احساسهم بتحمل المسؤولية وبضرورة الحفاظ على حريات وخصوصيات الآخرين لان ذلك سيتبعه ان تنتهك خصوصياتهم ايضا.