واشنطن تفتح الباب للقاء مغربي جزائري في الطريق الصحراوي

TT

واخيرا وضعت الولايات المتحدة اصبعها على زر حل نزاع الصحراء الذي طال امده، وأكدت على لسان وزير خارجيتها، كولن باول، على ضرورة الحوار بين الرباط والجزائر، مزكية بذلك ما قاله الملك محمد السادس منذ اللحظات الاولى لتوليه حكم المغرب، بأن نزاع الصحراء هو مشكلة مغربية ـ جزائرية صرفة.

ان الجزائر التي تبنت قضية الصحراء منذ البداية، لم يعد بإمكانها في هذه الظرفية العالمية الحبلى بالمتغيرات حجب الشمس بالغربال.فقضية الصحراء تبقى مشكلة جيو ـ استراتيجية رغم اصرار الجزائر على اعتبارها مسألة تهم المغرب وجبهة البوليساريو، بينما واقع الحال يفند ذلك باعتبار ان الجزائر تحتضن فوق اراضيها الاف المسلحين الانفصاليين، وجعلت من قضيتهم الشغل الشاغل لدبلوماسيتها، والسفير عبد الله باعلي، مندوبها الدائم لدى الامم المتحدة، مثال حي وواضح على ذلك، فهو يحمل، في المنتظم الدولي، راية الدفاع باستماتة عن الانفصاليين الصحراويين، ويكاتب رئيس مجلس الامن محتجا على كل ما يعتقد انه يكرس حقوق المغرب في محافظاته الجنوبية.

ان تصريحات باول وقبلها تصريحات مساعده وليام بيرنز،هي باب فتح امام الجزائريين، ونهاية مرحلة وبداية أخرى، يجب اخدها بعين الاعتبار. اكيد ان الجزائر تحتاج الى حفظ ماء الوجه، والحوار هو وحده الكفيل بحفظ ماء الوجه، ليس بالنسبة للجزائر فقط، بل للمنطقة بكاملها.

هناك الان حماس لتفعيل اتحاد دول المغرب العربي، والجزائر دعت الى عقد قمة مغاربية يومي 24 و25 ديسمبر (كانون الاول) الجاري، ويوم 22 ديسمبر سيلتئم اجتماع وزراء خارجية الاتحاد المغاربي في الجزائر العاصمة،وكل هذه الحركية تكشف عن وجود توجه جديد في المنطقة يجب ان يستغل لكسب رهان التنمية والرفاهية والاستقرار في المنطقة.

وفي هذا السياق، فإن دول المغرب العربي الاخرى مطالبة بلعب دور للدفع بالحوار المغربي ـ الجزائري حول الصحراء الى الامام. فالطريق الى مغرب عربي فعال وغير جامد تمرعبر بوابة الصحراء.

إن الكرة الان في الملعبين الجزائري والمغربي. واذا كان المغرب قد عبر عن استعداده للمضي قدما في الحوار مع جارته الشرقية من اجل ايجاد حل سياسي لنزاع الصحراء في اطار احترام سيادته ووحدة ترابه، فإن الجزائر مطالبة بخطوة مماثلة في رحلة الالف ميل نحو مغرب عربي لا تشوبه شائبة.