البيئة القاتلة!

TT

أشار تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية في مناسبة الاستعداد للاحتفال بيوم الصحة العالمي الى ان الامراض النفسية وأمراض الاسهال والملاريا كلها تعزى مباشرة الى الظروف البيئية التي تتسبب في وفاة ما يزيد عن 43 في المائة من الاطفال دون سن الخامسة في منطقة الشرق الأوسط. ولقد دفعت خطورة الظروف البيئية المتردية على صحة الاطفال في العالم بصفة عامة وفي الشرق الأوسط بصفة خاصة الى اختيار منظمة الصحة العالمية شعار «تنشئة الاطفال في بيئة صحية ضمان للمستقبل» ليكون عنواناً لاحتفالاتها بيوم الصحة العالمي.

جاء في التقرير ان ما يزيد عن 40 في المائة من عبء الامراض يقع على الاطفال دون سن الخامسة من العمر والذين يشكلون نسبة 12 في المائة فقط من سكان العالم، وان ما يزيد على 5 ملايين طفل دون سن الخامسة عشرة من العمر لقوا حتفهم في عام 2000 نتيجة لبعض الامراض التي زادت حدتها بسبب البيئات غير الصحية، وان غالبية الوفيات التي تقدر بنحو 13 ألف طفل يومياً ترجع الى الاخطار الموجودة في البيئات التي يعيش فيها هؤلاء الاطفال.

يذكر ان مرض الاسهال وحده يقتل 3.1 مليون طفل في العام نتيجة الطعام غير الصحي والمياه غير النقية وعدم تطبيق قواعد النظافة بشكل كاف. كما تقتل الامراض الصدرية والتي يزيد من تفاقمها تلوث الهواء داخل المنازل ما يقرب من مليوني طفل في العالم.. ويموت 400 ألف طفل سنوياً من جراء الاصابات والتي من بينهم حوادث الطرق والغرق والحروق والتسمم علماً بأن 5 في المائة من الوفيات الناجمة عن الحوادث في البلدان النامية يرجع الى التسمم بالمواد السامة.

وتؤكد منظمة الصحة العالمية ان عوامل الخطر البيئي في الغالب تصيب الانسان في وقت واحد وتتفاقم آثارها نتيجة للظروف الاجتماعية غير المواتية لا سيما الفقر وكذلك الكوارث الطبيعية التي يصنعها الانسان مثل الحروب والاحتلال والاضطرابات الأهلية التي تسبب الكثير من المخاطر خاصة للأطفال الذين يعيشون في ظل الحروب والنزاعات ويعانون جسمانياً ونفسياً مما يؤثر تأثيراً كبيراً في نموهم النفسي والاجتماعي.

[email protected]