اتفضل قهوة

TT

للشاي والقهوة تأثيرهما الايجابي على النشاط الفكري للانسان، فقد كان كل من بيتهوفن وروسيني وفولتير يحتسون كل يوم العديد من اقداح القهوة حتى يمكنهم الاستمرار في العمل الفني والادبي. كما اصبح الروائي بلزاك متعلقا بمشروب القهوة الذي كان يحتسي منه عشرات الاقداح على مدى الليل والنهار، ومن هنا جاء اكتشاف ان القهوة تسبب الادمان، ومن ثم يتطلب الامر زيادة الجرعة منها من اجل الحصول على نفس التأثير.

فيما بعد اتضح ان للقهوة تأثيرا ايجابيا على مرضى الربو والجهاز الهضمي والسمنة والتجمعات الدموية، لكن في الوقت نفسه ظهرت آثار سلبية للقهوة حيث تسببت في حالة من الهياج العصبي وسرعة ضربات القلب والاضطراب وزيغ في البصر وقيء ودوار، بالاضافة الى ان هذه الاضطرابات قد يتبعها شعور بالاكتئاب، وهكذا تزايد الصراع بين مؤيد لاحتساء الشاي والقهوة ومعارض له.

منذ عشر سنوات وجه اتهام للقهوة بأنها تزيد نسبة الكوليسترول الضار في الدم وتزيد من جلطات القلب، لكن ثبت صحة هذا الفرض بالنسبة للقهوة المغلية فقط وفي المقابل يؤدي احتساء الشاي الى التقليل من مخاطر الجلطة اذ تنخفض نسبة الوفيات بين المرضى الذين يحتسون الشاي عن مثيلتها بين الذين لا يشربونه. ويرجع هذا التأثير الايجابي للشاي الى العديد من العناصر المضادة للاكسدة التي يحتوي عليها والتي تقلل من خطر تصلب الشرايين وتكوين التجمعات الدموية المسببة للجلطات. ومن المعروف ان 85% من المواد المضادة للاكسدة في عبوة صغيرة من الشاي تنطلق بعيدا خلال الدقائق الخمس الاولى للغليان.

هل يمكن الاستغناء عن الشاي والقهوة؟ يؤكد ادموند برتران الكاتب في مجلة «جين افريك» الباريسية ان الشخص الذي يحرم منهما لا يبحث عنهما بصورة ملحة. لكن يجدر بالذكر ان الكافيين الموجود بالقهوة والشاي والشوكولاته والكوكاكولا يسبب مشكلات خاصة للمرأة والجنين والطفل، ولدى بعض النساء يزيد الكافيين من الاضطرابات التي تسبق الدورة الشهرية خاصة سرعة الانفعال والقلق، وبالرغم من انه لم تثبت صحة تأثير الشاي والقهوة على الخصوبة فانه بالنسبة للنساء الراغبات في الحمل يفضل لهن الاقلال من استهلاك الكافيين. كذلك بالنسبة للمرأة الحامل فان الكافيين يمكن ان يزيد من نقص الحديد. ومع ذلك لا وجود لخطر حقيقي فيما يبدو اذا لم تتجاوز المرأة الحامل احتساء قدحين من القهوة او اربعة اقداح من الشاي.

لا يعد مشروبا الشاي او القهوة من المشروبات الخطرة بل يمكن ان يكونا مفيدين، فضلا عن انهما جزء من الحياة الاجتماعية ويعتبران مصدرا للبهجة والتواصل الاجتماعي.