مشروع دولي للشرق الأوسط

TT

ربما تكون مقاومة المشروع الاميركي للشرق الأوسط الكبير سهلة لأنه مشروع اميركي وهناك تململ شعبي من الموقف الاميركي تجاه القضية الفلسطينية، ولذلك تحاول بعض الاطراف العربية الترويج لفكرة رفض اي شيء يأتي من اميركا بحجة موقف اميركا من قضايانا.

الاميركان يبدو انهم يفهمون هذه القضية ولذلك لم يقدموا مبادرتهم بشكل رسمي، وسيقومون بعملية التفاف تجعل المقاومين العرب للمشروع الاميركي في وضع حرج وصعب، فأميركا بدأت حملتها مع الدول الثماني الكبرى للعمل المشترك في المشروع، بل انها طلبت مليارات الدولارات من هذه الدول من اجل ترويج مبادرة تتضمن مشاريع اقتصادية للدول العربية من الصعب رفضها، كما ان الاميركان يناقشون دول حلف الاطلسي مجتمعة لتبني المشروع الاميركي، وهذا يعني ان المشروع سيتحول من مجرد مشروع اميركا للشرق الاوسط الكبير الى مشروع دولي تتبناه دول كثيرة على رأسها دول تربطها مصالح كبيرة مع عدد من الدول العربية وهناك دول وقعت على اتفاقيات شراكة اقتصادية مع الاوروبيين ومع غيرهم.

ماذا سيكون موقف المقاومين للمشروع الاميركي عندما يتحول هذا المشروع الى مشروع دولي وقد تصل المسألة الى قرار من الامم المتحدة بصيغة او بأخرى واعتباره مشروع مارشال دولياً للشرق الاوسط. ألن تسقط حجة القائلين بأن المشروع هو مشروع اميركي يستهدف مصلحة اميركا عندما يتحول الى مشروع دولي. أليس من الذكاء ومن العقل التفكير بالسير باتجاه الاصلاح على قاعدة «بيدي لا بيد بوش» وخاصة ان هناك ضغطاً دوليا يتنامى بعد 11 سبتمبر لتأكيد مبادئ اساسية في قضايا حقوق الانسان وقضايا العنف والتنمية، وخاصة ان العالم العربي لن يكون استثناء من قاعدة دولية تتجه نحو الاصلاح السياسي والاقتصادي والشفافية من اميركا اللاتينية الى الصين، وهل يستطيع العرب مقاومة مثل هذا الاتجاه في وقت تغيرت فيه الكثير من ملامح الشرق الاوسط وتم تغيير دولتين بالقوة هما افغانستان والعراق، وتم تغيير دولة ثالثة هي ليبيا عبر المدفعية الدبلوماسية الثقيلة.

على العرب ان يبادروا كدول منفردة،، وكمجموعة ترتبط بمنظمة الجامعة العربية للتحرك الايجابي نحو الاصلاح، لأن بديل ذلك هو مقاومة موجة عاتية لا تمكن مقاومتها وقد تصل الى فرض شروط اقسى من تلك التي يمكن ان نفعلها بأيدينا ونفصلها على مقياس مصالحنا.