حسابات العقل والعاطفة!

TT

نفكر جميعا في المستقبل ونضع الخطط التي نحاول ما وسعنا الجهد السير على هداها حتى نبلغ ما وضعناه نصب اعيننا من آمال وطموحات وتوقعات، كما لا يمكننا الا ان نتذكر ما مرَّ بنا في الزمن الماضي من احداث، فنجد انفسنا وقد وقعنا اسرى الماضي بما فيه من اخطاء وفشل، ونلوم انفسنا احيانا ونوجه لها اللوم في احيان اخرى، ونجد انفسنا ايضا اسرى الخوف من المجهول فترقب ما سوف تسفر عنه الايام والسنون.

لكن الشيء الذي يجب ان نحذره هو استغراقنا في النظر الى الماضي والى المستقبل فيتسلل الوقت من بين اصابعنا دون ان نعمل حساب الزمن الذي نعيشه ودون ان نتعلم من اخطاء الماضي دروسا تفيدنا ونحن نضيع الحاضر الذي يؤهلنا لتحقيق ما نصبو اليه في مستقبل الايام.

سؤال طرحته احدى الصحف الامريكية مؤخرا: كيف نعيش الحاضر الذي نستمتع به ويؤهلنا في الوقت نفسه الى الحصول على موقع متميز على خريطة الحياة في المستقبل؟

ويجيب الدكتور اريك سيجمان الطبيب النفسي بأن مسؤليات الحياة تزداد يوما بعد يوم وتزيد من الضغوط النفسية الواقعة علينا الشيء الذي يصيبنا بالعصبية المفرطة ويقلل من درجة تركيزنا العقلي.

وفي احيان كثيرة يتسبب الايقاع اللاهث السريع للحياة التي نعيشها في اجبار المرأة على القيام بأشياء ضد رغبتها او اكبر من طاقتها على الاحتمال وما ينجم عن ذلك من فقدها لحيويتها وتلقائيتها وهدوئها النفسي ومن ثم يخيم عليها جو من القلق والتوتر.

يقدم الطبيب النفسي سيجمان نصائحه للمرأة التي تريد الاحتفاظ بهدوئها النفسي وسلامها العقلي، ومن بين نصائحه ان تفاجئ نفسها بين الحين والآخر بالتنفيذ الفوري لفكرة غريبة طرأت عليها دون ان تسمح لأي شخص ان يثنيها عن تنفيذ فكرتها ومفاجأة نفسها والآخرين.

ينصح الطبيب النفسي سيجمان المرأة ايضا بأن تحدد ما تريد على وجه الدقة وان تتصرف بناء على ما تشعر به وتحسه دون ان تدع للحسابات العقلية والاجتماعية ان تضطرها عمل ما لا تحب عمله. فعلى سبيل المثال اذا وجهت للمرأة دعوة على العشاء ولم تجد في نفسها رغبة في قبولها فلا تدع للمجاملات الاجتماعية ان تضطرها الى قبول ما لا تحب قبوله والى فعل ما لا تود فعله.

ومن اهم النصائح التي ينصح بها سيجمان المرأة حتى تحتفظ بهدوئها النفسي بعد انتهاء كل يوم هو ذهابها الى النوم في وقت مبكر وفي يدها رواية رومانسية تقرأ فيها صفحات قبل ان يداعب النعاس جفنيها وتنام بعمق.