الزي الوطني

TT

ذهب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الى قمة الدول الثماني باللباس التقليدي: الثوب القصير والصندل المفتوح. وبدت الصورة التذكارية ملفتة للانظار حقاً بسبب لباس الزعيم اليمني. فليس ما يلفت النظر مثل تراثيات الشعوب. وزوج الملكة اليزابيت، الامير فيليب، يرتدي غالباً التنورة الاسكوتلندية المربعة. لكن هذه ترفق عادة، بسبب برودة اسكوتلندا لا اكثر، بجوارب صوفية طويلة الى الركبة، وبحذاء مرتفع العنق.. وتدرج التنانير الرجالية ايضاً في النمسا وجبالها، لكن للأسف كلها مرتفعة بجوارب عالية.

أنا شخصياً، مع الثوب الوطني. وطالما قلت انه لو عاد الطربوش اليوم لكنت اول من وضعه. لكن اتاتورك، سامحه الله، الغاه والغى الامبراطورية التركية، فاضطررنا نحن ابناء الولايات والمستعمرات الصغيرة ان نحذو. وصمد جدي تامر حتى اللحظة الاخيرة في وجه التغيير ولم يكن يخرج الى مناسبة او زيارة الا وقد اعتمر طربوشه. احب من الازياء الفولكلورية، الزي المغربي. فهو راق ومحتشم والوانه بيضاء رصينة مثل الزي التونسي، وليس معرضاً للالوان الفاقعة. وكان الحسن الثاني، وهو اكثر رجال العالم اناقة، يأتي الى المؤتمرات بالثوب التقليدي، فينشر من حوله جواً من الاحترام. وكان اذا ما جاء باريس او نيويورك، بدا زيه زياً وطنياً مثيراً للاعجاب والاحترام وليس للوشوشات. فالزي الوطني وقار قبل اي شيء. مثل اي شيء آخر. والزي العادي وقار ايضاً. ولا اذكر انني منذ بدأت اشتري قمصاني بنفسي ولم تعد عمتي هي التي تشتريها لي، انني اشتريت مرة قميصاً معرّقاً او فاقعاً. او انني وضعت ربطة عنق مقصوصة من بستان. او وضعت جوارب تتخطى اللونين الكحلي والاسود، مهما كان لون الطقم.

يستطيع الفرد العادي ان يرتدي ما يشاء. فهو الذي يحترم نفسه او لا يحترمها. وهو يستطيع ان يضعها حيث يشاء، لكن الرجل الذي يمثل دولته او وطنه لا يحق له اطلاقاً ان يلعب بصورة الشعب والارث التاريخي وان يعرَّض بلاده لاي ملاحظات. الرؤساء لا يملكون هذه الحرية اطلاقاً. ولا يملكون، خصوصاً في الخارج، الا ان يحافظوا على الوقار. وهذا له اصول.