ايران .. شوكة النووي .. والآقراص المرة ..

TT

أصدر الملالي الحاكمون في إيران، سيلا من تصريحات مفعمة بروح التحدي، تعبر عن إصرارهم الالتحاق بالنادي النووي مهما كانت العزلة العالمية التي يمكن أن تضرب حولهم. ومن نتائج هذه التصريحات تحويل أزمة مقنعة إلى أزمة مكشوفة واستدعاء استجابة عالمية موحدة ومنسقة. كما أن مطامح إيران النووية المكشوفة، يجب أن تسترعي انتباه جورج بوش وجون كيري. ويبدو أن إيران، وليس العراق، ستكون الامتحان الحقيقي للقيادة الأميركية، في وقت يتواجه فيه المرشحان الرئاسيان في حوارات مباشرة، مع اقتراب موعد الانتخابات.

ويبدو أن الرعود اللفظية التي تزلزل سماء إيران، تنذر بانتهاء الجهود الدبلوماسية بقيادة الإتحاد الأوروبي، وبمباركة أميركا، لإقناع الإيرانيين بالتخلي عن إنتاج اسلحة نووية. ومع أن الدبلوماسيين الأوروبيين يعبرون، في العلن، عن ثقتهم بنجاح جهودهم، إلا أنهم يعترفون» في جلساتهم الخاصة، ببلوغ تلك الجهود طريقا مسدودا كليا.

إن قبول السماح لإيران بالوقوف على حافة إنتاج القنبلة النووية، مع التمني بألا تنتجها فعليا، سيكون قرصا مريرا على الابتلاع. فذلك يعني قبول ومباركة أحد أضلاع المثلث الذي سماه الرئيس بوش «محور الشر». كما أنه يعني كذلك، القبول بخرق أهداف وشروط اتفاقيات مكافحة انتشار الأسلحة النووية.

وجاء في رسالة نشرتها الصحافة الإيرانية الأسبوع الماضي، أن الرئيس الإيراني، أبلغ قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا، أن عليهم أن يوقفوا، الآن، ضغوطهم على بلاده للتخلي عن برنامجها النووي، والذي يدعي أنه يقتصر فقط على إنتاج الطاقة النووية. وتحتوي رسالته على تهديد ضمني بأن بلاده يمكن أن تنسحب من الوكالة العالمية للطاقة النووية، إذا لم يستجب الأوروبيون لمطلبه.

جاءت رسالة خاتمي بعد إعلان عدائي صدر عن وزير الخارجية كمال خرازي، يطلب فيه «الاعتراف بإيران من قبل المجتمع الدولي كعضو في النادي النووي. فهذا طريق لا عودة عنه».

إن كل ما أنجزته مفاوضات الدبلوماسيين الأوروبيين وجهود المفتشين التابعين للامم المتحدة هو أنها أبطأت الجهود الإيرانية لمدة عام تقريبا. وتراجعت، بالتالي، التقديرات الغربية والإسرائيلية، التي كانت تتصور أن إيران ستنتج القنبلة النووية بحلول عام 2005، سنة واحدة، لتصبح الآن 2006 ، ونسبة لأنه لا يتوفر خيار عسكري، واضح وعملي، لحل المشكلة، فإن الرئيس الأميركي المقبل سيواجه شعورا أوروبيا متناميا، بأن أفضل سيناريو هو محاولة الحيلولة بين إيران وبين إنتاج ترسانة نووية متكاملة ومستعدة للإنطلاق.

إن مصداقية إدارة بوش قد تدنت بفعل العراق، إلى مستويات تجعل كيري يكسب مزيدا من النقاط، فقط بترداد اسم ذلك البلد.

أزمة إيران المتنامية تحتاج تفكيرا جديدا ورؤية واضحة في إطار استراتيجية موسعة للخليج، وفي إطار الاتفاقيات الدولية لمحاربة انتشار الأسلحة النووية. أيها المرشحان المحترمان: اقتراحاتكما دام فضلكما!

* خدمة واشنطن بوست

(خاص بـ«الشرق الأوسط»)