شيء من الحنان!

TT

أسباب كثيرة ترجع إليها إصابة الشباب بالاكتئاب ابرزها الفقر، حيث تشير الاحصاءات العالمية الى ان هناك علاقة وثيقة بين الفقر وشعور الشباب بالاكتئاب، اضافة الى فقدان الحوار داخل الأسرة والمدرسة والجامعة والتغيرات العالمية التي يواجهها الشاب ولا يجد لديه القدرة على مسايرتها. وما يضاعف من اكتئاب الشباب في العالم إحساسه بأن المستقبل لا يعده بالكثير خاصة في ضوء الأعداد الهائلة من الشباب العاطلين عن العمل.

تقول الدكتورة ماري باشير محافظ مقاطعة جنوب ويلز باستراليا في دراسة لها: الاكتئاب من اكثر الامراض انتشاراً بين النشء في السنوات الاخيرة في استراليا، ويلي حوادث السيارات من حيث أهم الاسباب التي تؤدي الى الوفاة بين الشباب حيث ان هناك شخصاً من بين خمسة اشخاص يقدمون على الانتحار لهذا السبب.

وتضيف الدكتورة ماري باشير قائلة ان فقدان الامان والشعور بالاغتراب، إضافة الى معاناة بعض المهاجرين من التكيف مع المجتمع الجديد والعامل الوراثي، تعد من اهم الاسباب التي تدفع النشء في استراليا الى الاكتئاب.

يؤثر الاكتئاب على سلوكيات المريض فيلجأ في بعض الاحيان الى الادمان او قد ينجم عنه بعض المشكلات الجنسية. وقد أوضحت بعض الدراسات في استراليا، ان اول جوانب الاكتئاب تتم خلال فترة المراهقة، واذا لم تتم معالجته بإشعار الشاب بالاستقلالية وبالقدرة على العمل وبناء ثقته في نفسه عن طريق انتمائه للمجتمع الذي يعيش فيه فإن الاكتئاب ينمو مع الشاب مسبباً له مشاكل نفسية واجتماعية، وقد يصل الاكتئاب الى مدى ابعد فيتسبب في انتحار الشاب المريض به.

هناك نوعان من الاكتئاب، الأول يرتبط بمشاكل خاصة أدت الى الحزن والتوتر وعادة ما يتم التكيف مع هذا النوع من الاكتئاب ويعود الشاب الى طبيعته بعد فترة. أما النوع الثاني فهو يستمر مع الشاب طوال الوقت ويؤدي الى بعض المشاكل والسلوكيات التي قد لا يشعر بها الشاب بنفسه لكن المحيطين يرصدونها مثل شعوره بالدائم بالحزن والارق وانسحابه من مصاحبة الاصدقاء ومن كافة الانشطة الاجتماعية واحساسه الباهظ بفقدان احترامه لذاته وهو الاحساس الذي يدفع في بعض الاحيان الى اختيار الموت.

أثبتت دراسات طبية حديثة في الولايات المتحدة الامريكية ان 60% من النشء الذين يعانون من الاكتئاب لا يستجيبون للعلاج الدوائي، وان الاستجابة للعلاج تعتمد على اشعار الشاب اولاً وقبل كل شيء بأنه شخص مرغوب فيه وبأنه موضع احترام واهتمام المحيطين به. كذلك تلعب الموسيقى والرياضة دوراً هاما في المساعدة على علاج الاكتئاب، كما ان شعور النشء بالحب والحنان داخل الاسرة يعالج الاكتئاب بل ويقي النشء من الاصابة بذلك المرض.. خذوا حذركم وامنحوا أبناءكم مزيداً من الحنان والاهتمام والرعاية.