السؤال الذي يجب طرحه والاجابة عليه مجردا ومكررا هو: من المستفيد من الارهاب؟ قواعد البحث الجنائي تقول: كل جريمة وراءها مستفيد!
وفي كل تحقيق في جريمة يبدأ البحث عن المستفيد من الجريمة وعادة ما يكون هو الجاني! والمستفيد من عمليات الارهاب ليس هو الجاني المباشر.. فالارهابي الذي يحمل مدفعا او بندقية او سلة من القنابل جان ومجني عليه في نفس الوقت.. فهو عندما يطلق الرصاص او يفجر القنبلة يفر.. يجري.. يبحث عن مكان يختبئ فيه.. فماذا استفاد؟!
ان المستفيد الاصلي من عمليات الارهاب بعيد.. بعيد.. وما الارهابي الذي يطلق الرصاص الا دمية.. مجرد دمية تحركها من بعيد اصابع المستفيد.
انني اريد ان اسأل كل ارهابي ارتكب جريمة.. او يستعد لارتكابها.. ماذا استفاد الاول.. وماذا سيستفيد الثاني؟!
الاجابة البديهية ان الاول يقبض ثمن فعلته.. أي ان هناك من يدفع له.. فهو اذن قاتل مأجور لا اكثر ولا اقل.. شخص يحكم على نفسه بالفرار الدائم.. والاختباء الدائم.. حاملا وزر قتل نفس بغير حق.. حاملا خوفه من القبض عليه.. ممزقا لعائلته.. فاقدا لاهلية الحياة.. كل هذا من اجل المال.. فماذا سيفعل بالمال؟!
فاذا لم يكن المال هو الدافع.. فما هو الدافع؟!
انه بالطبع اقناع من الثاني.. او الفاعل الاصلي وهو قوى تريد شرا بهذا البلد.. قوى يهمها زعزعة الاستقرار واشاعة الفوضى.. قوى تريد ضرب الامن والآمان في الوطن الآمن المستقر. هناك سببان اذن للارهابي ليفعل ما يفعل! إما المال الذي لن يستفيد منه وإما مصلحة من يهمه تدمير الوطن.
فالارهابي إذن خادم سيدين.. المال والعدو.. وهو مجرد دمية تحركها شهواتها أو تحركها قوى اجنبية.. فلماذا يقبل الشخص ان يتحول الى دمية.. والى عدو للوطن؟!