طيران... وتغيير

TT

معرض الطيران الدولي الذي ينعقد دوريا في مدينة فارنبورو شهد انعقاد صفقة كبرى ما بين شركة ايرباص العملاقة لصناعة الطائرات وما بين شركة الاتحاد للطيران. قيمة الصفقة بلغت 7 بلايين دولار أميركي وتشمل طائرات متعددة الاغراض. وتعتبر الصفقة ضخمة في حجمها ولكن الأهم أنها تعتبر «مفاجأة» من العيار الثقيل للقائمين على صناعة الطيران حيث أنه لم يمض على انطلاق شركة الاتحاد سوى شهور قليلة جدا.

وخبر كهذا لا بد أن يفتح الحديث عن وضع الخطوط السعودية في بلادنا. شركة عملاقة تولد اقليميا. فبالإضافة للاتحاد أعلن أخيرا عن قيام شركة طيران الجزيرة من الكويت وكذلك انطلقت من فترة الشركة العربية من الشارقة وكذلك انطلقت وبقوة «القطرية» لتصبح أسرع شركات الطيران نموا في العالم، وطيران الخليج تشهد اصلاحات هيكلية جذرية كبرى وهائلة، إضافة إلى تكتلات عالمية قوية وجديدة، كل ذلك لا بد أن يؤثر حتما على حصة سوق «السعودية» ويطرح سؤالا الى أين تتجه «السعودية»؟ وما هي خطط خصخصتها والى أين وصلت؟

يبدو أنه بات ضروريا أن يتم تقسيم الخطوط الى وحدات وشركات مختلفة، فلا بد من فصل الطيران الداخلي عن الدولي والخاص وكذلك فصل خدمات التموين وفصل الاكاديمية والتدريب لأنها جميعا ذات أغراض مستقلة ومن الافضل أن تكون لكل وحدة استقلالها المالي والإداري بالتالي تسهل المحاسبة والتقييم.

«السعودية» ركن أساسي في الاقتصاد المحلي، وتوظف عددا غير بسيط من أبناء البلاد وعليه فان النظرة التي كانت تسري قديما على الخطوط باتت تتطلب تغييرا جذريا. واليوم والأخبار التي تقول ان «السعودية» بصدد اضافة عشرة طائرات من البرازيل صالحة للمدى الصغير والمتوسط بعد أنباء عن عدم ملائمة طراز الام دي 90 المستخدم الآن للأجواء الحارة وكثرة اعطاله. يبدو أن سياسة تنويع الاسطول بدأت تتخذ طابعا جديا وتجاريا وتقييميا مختلفا، وهذا مطلوب وأكيد ان الاهم أن يكون ذلك كله خاضعا لقوانين السوق والعرض والطلب.

واليوم «السعودية» يبدو عليها الهرم والتعب والإرهاق وهي بحاجة لسياسية جديدة تماما تراعي فيها الظروف الاقليمية والعالمية التي غيرت الكثير جدا من صناعة الطيران والسياحة بشكل جذري. الحق الحصري للسماء السعودية لصالح الناقل الوطني يبدو أيضا أن عمره لن يكون طويلا اذ أنه ما بين اتفاقيات دول مجلس التعاون الخليجي المتطورة اقتصاديا وما بين اتفاقية منظمة التجارة العالمية التي ستدخل اليها السعودية قريبا من المرجح أن يسقط ذلك الحق ليمنح لشركات أخرى أيضا، وهذا يتطلب جاهزية مختلفة وذهنية مختلفة عما هي عليه الامور اليوم.

هناك تطور قد حدث للخطوط السعودية ولكن النقلة النوعية المأمولة نقلة تستوجب نظرة عالمية مبنية على العوامل الاقتصادية بشكل أساسي من دون أي عوامل أخرى وهذا اليوم غير متوفر.