استهداف بيوت العبادة

TT

اصبح لدينا تاريخ طويل في ثقافة التحصن والتمترس وراء المساجد وبيوت العبادة والأماكن الدينية الحساسة.

المعركة عند مرقد الامام الحسين وفي العتبات ليست الأولى ويبدو انها لن تكون الأخيرة، فاستخدام المساجد والأماكن الدينية للحروب هو أمر يتعارض مع تقاليد الاسلام، فبيوت الله ليست اماكن للقتال بل اماكن للسلام وللطمأنينة. وكلنا يتذكر اثناء حركة جهيمان كيف تحركت تلك المجموعة الى مكة المكرمة وقامت باطلاق الرصاص وهي تعرف حساسية الرد على النيران حيث الكعبة والمسجد الحرام، ومثل هذه الافعال لا تدل على تعارض مع الدين فحسب بل تدل على الجبن، فالذي لا يستطيع المواجهة المباشرة يستخدم المدنيين العزل في المدن، او الاماكن الدينية الحساسة ويختبئ وراءها، ليضع خصومه في موقع معقد، فاما ترك هذه المجموعات المسلحة تفعل ما تشاء، واما مهاجمتها وبالتالي اصابة مواقع دينية حساسة وتعريضها للخطر.

هناك حالات كثيرة اختبأ بها ارهابيون في المساجد، وخزنوا اسلحتهم في بيوت العبادة، وهناك من يستخدم المساجد كمواقع للتحريض على القتل والعنف، حتى تحولت المساجد من اماكن للسلام إلى اماكن يراقبها الأمن واحيانا يتم تفتيشها ومراقبة خطب العديد من خطبائها.

هناك صمت من كثير من الدعاة والناشطين في صقل الدعوة على ظاهرة استخدام بيوت الله للحرب والتخريب، واثناء معركة جهيمان كانت بعض الأصوات تتهم الحكومة بمهاجمة بيت الله الحرام بدلا من الادانة الصريحة لما فعلته مجموعة جهيمان، وفي حالة النجف هناك اتهامات لقوات الأمن العراقية وقوات التحالف بضرب مواقع حساسة في العتبات بدلا من توجيه الاتهام الصريح لمن يتحصنون في هذه المواقع الدينية ويتسببون في خطر حقيقي على هذه المواقع.

استخدام المساجد والمواقع الدينية لأهداف حربية يجب ان يوضع له حد، واستمراره هو استخفاف بمعتقدات الناس، وهو في النهاية عمل جبان يدل على حالة مرضية اكثر منها حالة سياسية.