الصوت.. والشخصية!

TT

صوت الانسان هو المعبر عن اعماق روحه ونفسه الداخلية، فاذا ما تسبب شيء في حجب اصواتنا داخلنا فان ذلك يعني ان بعضا من اوجه شخصيتنا يصبح غامضا لنا ومجهولا للآخرين، ولذلك تنصح ماري لو المنتجة التلفزيونية وصاحبة الدراسات في هوية الصوت بان نحرر اصواتنا حتى نحرر الانسان المحبوس داخلنا.

تقول ماري ان الصوت له تأثير كبير على حياتنا بداية بالطريقة التي نتنفس بها وانتهاء بالاسلوب الذي نتعامل به مع الآخرين والاسلوب الذي يتجاوب به الآخرون معنا. وتضيف ان اطلاق الصوت بالغناء يفتح ما بداخلنا ويجعلنا كالكتاب المفتوح يمكن قراءته بسهولة، وان الانسان لا يستطيع الغناء من دون ان يكون منفتحا تجاه الآخرين، وان الغناء يمكن ان يكون دواء لعلاج بعض الامراض النفسية ويمكنه ايضا ان يكون سببا في حفز الشعور بالسعادة لدى الانسان المغني.

في بحث للباحث في علم النفس فيروكس نيمشويلا تناول فيه حالة بعض النساء اللاتي يعانين من فقد اصواتهن وهن في منتصف الاربعينات، جاء فيه ان فقد النساء اصواتهن قد يكون نتيجة مشاعر غضب لم تجد طريقها الى الخارج. واضاف انه من الطبيعي ان يشعر الانسان بالحزن والسعادة والخوف والغضب في مختلف اوقات حياته، ولذلك اذا لم يصرخ الانسان عندما يداهمه الغضب فسوف تتراكم طاقة الغضب هذه وتكون النتيجة الطبيعية لتراكم الغضب المكبوت هو فقدان الصوت.

نجح الطبيب النفسي فيروكس نيمشويلا في شفاء عدد من المرضى الذين يترددون على عيادته والذين عانوا من الضعف الجنسي وفقدان الصوت والادمان عن طريق اطلاق ما بداخل انفسهم بالصراخ في الهواء الطلق او حتى داخل وسادة محشوة بالقطن حتى يحرر مشاعر الغضب المكبوت والمتراكم والدفين بدواخلهم. وذهب الباحث نيمشويلا في كل ابحاثه الى ان صوت الانسان يمكن ان يصبح مقياسا لصحته النفسية، وذلك للاتصال الوثيق بين المشكلات الشعورية التي يعاني منها والقدرة على التعبير عنها بالصوت والقول.

ينتهي الباحث الى القول ان الانسان يتعين عليه ان يطلق صوته بالتعبير عن كل ما يعتمل في صدره بحيث لا يحبسه طويلا داخل صدره فيضر بصحة صوته ويفسد عليه كامل صحته وعافيته.. ببساطة اصرخ يا سيدي.. واصرخي يا سيدتي!