أوفا رسولة الحب والغرام

TT

قامت الكلاب بشتى المهمات الرائعة في تاريخها الطويل. كان منها من حرس الاغنام من الذئاب، والاموال من اللصوص والنساء من الاغتصاب. تقوم في الحروب بشتى العمليات الخطرة. وكل ما نالته من اوسمة نالته بشجاعتها النادرة وليس بالغوى كالاوسمة التي يحملها جنرالاتنا على صدورهم.

بيد ان الكلبة أوفا سجلت الآن مفخرة جديدة تماماً لهذا السجل المشرف للكلاب، وهو انها قامت بمهمة الخطابة، أو رسولة الحب والغرام لوزير الداخلية البريطاني بلنكيت. ديفد بلنكيت الوزير الكفيف الوحيد في العالم ولا أقصد انه اعمى القلب والعقل ولكنه اعمى بمعنى الكلمة. ولهذا احتاج الى الكلبة أوفا لتقوده في حياته السياسية. كانت تأخذه الى البرلمان وتجلس بجانبه وتستمع الى المناقشات وتلاحظ الاجراءات وتلكزه برأسها أو تحكه بمخالبها ليصفق عندما يقتضي منه التصفيق. فالمشكلة مع نائب مكفوف ان رئيس الجلسة لا يعرف ان كان نائماً أم لا، وهذه ميزة للمكفوفين على المفتحين، يستطيعون ان يناموا في الجلسة دون ان يعرف بهم أحد. كل ما يحتاجونه هو كلب ينبههم ليصفقوا ويعضهم عندما يصدقون. هذا سر نجاح ديفد بلنكت السياسي.

ولكن الكلبة اوفا تجاوزت حدودها السياسية فراحت تقوده في ميادين العشق والهوى ايضاً. الكلاب في الغرب كثيراً ما تصبح وسيلة وحلقة وصل بين الجنسين. فما من شيء يقرب الرجل عندهم لقلب المرأة كحيازته لكلب أو حبه للكلاب. لا بد ان يكون هذا هو السر في وقوع السيدة كمبرلي بغرام هذا الرجل الكفيف. كان بامكاني ان افهم وقوعها في حبه لو أنها كانت هي ايضاً مكفوفة. اما وقد اتضح انها مفتحة وعيونها ستة على ستة فلا بد ان يكون الكلب هو الذي سحرها به وجعلها تخون زوجها كل هذه الشهور الطويلة معه.

اتضح اخيراً انها حامل. دارت الشكوك فيمن كان هو الأب. ولكن المستر فوتير، زوجها، صرح بأنه هو الأب والحمل منه. لم نسمع بعد رأي السيد الوزير في الموضوع ولا رأيها هي. فالقاعدة الشرعية عندنا تقول «النساء مصدقات على فروجهن». بيد أن السيد الوزير صرح اخيراً بأنه سيستمر بعلاقته مع كمبرلي، حاملاً كانت أو غير حامل. ولم يدل الزوج برأيه في الموضوع بعد. ولكنني أشم هنا رائحة نزاع حاد بين الرجلين في أبوة الجنين. وحتى يتم الوضع ويمكن اخذ عينة من دمه لفحصها، اعتقد أن من الافضل الرجوع الى رأي الكلبة اوفا. فهي التي كانت تقوده الى مخدع السيدة الفاضلة وتعرف ما حصل وما لم يحصل. واذا كانت الحمير في تاريخنا العربي قد شهدت على من سكر فما المانع ان تكون الكلاب شاهداً في تاريخهم على من قد زنى.