مقتدى الصدر.. وصناديق الانتخاب

TT

هل يتعلم السيد مقتدى الصدر وجيش المهدي شيئا من تجربة الاسابيع الماضية؟ هل يدركون ان المعارك التي ليس لها هدف سياسي وليست ضمن استراتيجية محددة هي معارك عدمية لا يمكن ان تحقق هدفا؟

ضحايا بالمئات بين قتيل وجريح، وتدمير لمدينة النجف، وتمترس وراء اماكن دينية حساسة، ثم تنتهي كل هذه المآسي من دون أي ثمن سياسي، بل تتم بمقايضة هدفها حفظ ماء وجه كل الأطراف.

انتهت مشكلة النجف، لكن العقلية التي خلقت المشكلة ما زالت قائمة، وقد تخلق مشاكل جديدة في اماكن جديدة وتحت لافتات جديدة، وهناك بالتأكيد من لا يسعدهم رؤية العراقيين يعيشون باطمئنان ويعيدون بناء وطنهم بحرية، وهؤلاء يضمون قوى في الداخل من المتطرفين المستوردين من الخارج وبقايا نظام صدام ومتطرفين من الداخل، ويضمون قوى اقليمية تساعد الارهاب وترعاه او على الأقل تغض النظر عنه وتسهل له الحركة.

تحت راية جيش المهدي هناك من تسلل وسرق الشعارات المرفوعة ولعب دورا في منع أي اتفاقية بين الحكومة والسيد الصدر، وهؤلاء يبحثون عن اية لافتة يمارسون من خلالها تنفيذ اجندتهم الخاصة، ولذلك فان موقف رئيس الحكومة العراقية الذي اعلن ان الدولة لا تفاوض الميليشيات هو موقف صائب، ولا بد من عودة هيبة الدولة ومؤسساتها الامنية معتمدة على القانون وحقوق الانسان.

ربما كانت معركة النجف حساسة بسبب تمترس المقاتلين في الصحن الحيدري، وهو ما جعل الحكومة تتردد في الحسم العسكري، ولا بد من ان تتصرف الدولة مع اية عمليات عنف في المستقبل بكثير من الحسم والقوة، فمن المستحيل الحديث عن اعادة الاعمار تحت تهديد السلاح والقتل والسيارات المفخخة واختطاف الابرياء.

معركة النجف اشغلت العراق وحصدت الارواح وانتهت من دون أي نجاح لجيش المهدي الذي سلم اسلحته وانسل خارج النجف، وسيكون من الحكمة وحسن التصرف ان يعيد السيد مقتدى الصدر النظر وان يدرس تجربة الاسابيع الماضية، وان ينضم للعملية السياسية ويترك لصناديق الانتخاب حق تقرير من يريده العراقيون وربما يحقق عبر السلام كثيرا مما فشل في تحقيقه عبر الحرب.