لماذا قتلت أبناءها الخمسة!

TT

يقول المثل الانجليزي القديم «لا تزعج البلاء الا بعد ان يزعجك البلاء لان ازعاجك للبلاء قبل الأوان يضاعف ويزعج اناسا آخرين ايضا». وهذا المثل ينهي الانسان عن توقع حدوث البلاء لانه عندما يقع البلاء ويحدث بالفعل يكون اثره مضاعفا.

كتاب «هل انت بمفردك» الذي صدر اخيرا للكاتبة الصحفية سوزان اومالي يتضمن قصة جريمة قتل الاطفال «نوح، جون، بول، لوك، وماري» على يد والدتهم التي تصورت انها بذلك تكون قد انقذتهم من شرور العالم ومن الشيطان الذي قد يسيطر عليهم عندما يكبرون، ولذلك فضلت الام ان تخلصهم من صورهم البشرية الحالية لكي يصبحوا ملائكة مكانهم الجنة.

بطلة الرواية ام تدعى اندريا قامت باغراق اطفالها الخمسة في منزلها بمدينة هيوستن الامريكية في يونيو 2001، وعلى مدار عامين متواصلين قامت الصحفية سوزان اومالي بمقابلة العديد من الشهود مثل زوج اندريا ومجموعة المحامين الذين تابعوا القضية والطبيب الذي كانت تعالج عنده اندريا.

تحاول المؤلفة الدفاع عن اندريا بقولها ان قضية مثل هذه لا بد ان تودع المتهمة فيها مستشفى الامراض العقلية بدلا من ايداعها السجن، لكن مع ذلك وجهت المحكمة في 12 مارس 2002 الى اندريا تهمة قتلها لثلاثة من اطفالها الخمسة وتقضي حاليا عقوبة الحبس مدى الحياة ولن تستطيع تقديم أي التماس لتخفيف الحكم قبل عام 2041.

قامت اومالي بمقابلة اندريا عدة مرات وذلك بعد عدة خطابات ارسلتها لها الام المنكوبة خلال اللقاءات، حكت اندريا قصتها ومن الواضح ان اومالي هي الصحفية الوحيدة التي استطاعت ان تتحاور مع اندريا وهي في زنزانتها بالسجن. تقول اومالي ان اندريا حاولت الانتحار مرتين قبل ان تقتل اطفالها وخضعت للعلاج وربما تكون المهدئات التي كانت تتناولها هي التي سببت لها الحالة الهستيرية. وتضيف اومالي ان من احد اسباب ارتكاب الجريمة رجل الدين وروينكي الذي كان يعظ اندريا ويؤكد لها انها ام سيئة وانها ستذهب الى الجحيم لانها تترك اطفالها يشاهدون افلام الكارتون ولانها تقوم بضربهم عندما يتصرفون بطريقة غير لائقة.

وقالت اندريا في حوارها مع اومالي انها كانت تريد انقاذ اطفالها من الشيطان لانهم كانوا صغارا ومفعمين بالبراءة وانها كانت تريد ان يذهب اطفالها الى الجنة وان تهلك هي والشيطان.