ضمير من الدوحة

TT

حظنا من أعظم اختراعين علميين في تاريخ الاعلام، البث الفضائي والانترنت، هو سيطرة رجلين على المسألة: الشيخ يوسف القرضاوي، واحمد الخلايلة، أو أبو مصعب الزرقاوي، نسبة الى مسقط رأسه الزرقاء. ولا شك ان العالم السياسي لا يهتم بأحد هذه الفترة كاهتمامه بالموقعين. ومنذ ان اعلن الشيخ القرضاوي في القاهرة، ان قتل المدنيين المتعاملين مع الاحتلال في العراق مبرر مثل قتل العسكريين، والعالم يتطلع الى التصريح التالي. وقد أوضح سماحته بعد عودته الى الدوحة ان ما قاله في مصر «تصريح» وليس «فتوى». وشرح الأسباب الموجبة بكل هدوء وبلاغة، وامتنع عن ابداء الرأي في قاعدة «العيديد» التي اديرت منها الحرب على العراق ومنها تدار الاستراتيجية العسكرية الاميركية في الشرق الأوسط.

ويبدو الموقع الالكتروني للزرقاوي اكثر وضوحا وصراحة وشمولا، فهو ـ حسب مجموعة «التلغراف» ـ يرى الاعداء ثلاثة: الاميركيون والاكراد وفريق آخر من العراقيين. ومن بين 33 موقعا تبث الصورة الجديدة للعرب، يتميز موقع الزرقاوي بأنه هو الذي يتولى ذبح الرهينة الأولى بيده، وسط هتاف من حوله: «سلمت يداك يا سيد الذباحين». ويشكر المرء ربه على ان هذه الصورة تزداد استنكارا يوما بعد يوم. وفي صحيفة «الاتحاد» الاماراتية هذا الصباح مجموعة كبرى من المقالات التي تشجب هذا المنحى الشديد الفظاعة والهول وذا الضرر القاتل. ولعل ابرزها مقالة للاكاديمي القطري الدكتور احمد عبد الملك بعنوان: «هل يعتبر القرضاوي وجود القوات الاميركية في الخليج احتلالا؟». ويقول الدكتور عبد الملك: «هنا نواجه القرضاوي: كيف نشهر السلاح في وجه الآمنين من الخدم والطباخين وسائقي الشاحنات الذين أشار الى ضرورة قتلهم بحكم انهم يخدمون القوات المسلحة الاميركية».

ثم يتساءل الدكتور عبد الملك مخاطبا القرضاوي: «اين كان العلماء المسلمون عندما كان صدام حسين يمارس ابشع صور الاذلال للشعب العراقي؟ اين كان الرأي المسلم عندما كان صدام حسين يبيد طائفة من شعبه بالكيماوي، او يقتل وزراءه، او يغير على دولة اسلامية جارة من دون مبرر؟ لماذا سكت علماؤنا الأفاضل على كل الجرائم الوحشية التي ارتكبها نظام صدام حسين، وآخرها غزو الكويت».

لا أريد ان انقل المزيد عن الدكتور عبد الملك لكي لا أبدو وكأنني احمل رأيي الى سواي. لكن لي قبل ان اختم نصيحة بسيطة الى كل من يحذر من الفتنة في العراق. حاولوا ايها السادة ان تقرأوا ماذا تكتب مواقع البطولات. لا تبحثوا عن الفتنة في الخبايا. ابحثوا عنها في الكلام المعلن والموقع والمصدق والذي لم تنف كلمة قبيحة واحدة منه.