ماذا تفعل الفلوس!

TT

كان لسيناتور امريكي صديق يسعد بصحبته كثيرا وذلك لأن هذا الصديق كان دائما يجادله ويناقشه حتى لو استمر الحوار بينهما ليلة بأكملها.. ولهذا فقد كان السيناتور يحبه.. فهو يعشق الاثارة الذهنية التي كان يحصل عليها عند مناقشته مع هذا الصديق.

وفي احد الايام تعثر هذا الرجل واحتاج الى قرض كان السيناتور سعيدا بتقديمه له. ومنذ هذه اللحظة تغيرت العلاقة بينهما واصبح هذا الصديق يوافق السيناتور على كل شيء يقوله حتى تلك الاشياء التي كان يجادله فيها دائما.

وبعد مرور عدة اسابيع من الموافقات المتصلة استشاط السيناتور غضبا وذلك لأنه شعر بالملل من هذا الصديق وانفجر فيه قائلا: اسمع.. اما ان تعود الى مناقشتي ومعارضتي او ان تعيد لي اموالي.

لقد اضطر الصديق تحت الاحساس بأنه مدين للسيناتور ان يوافقه على كل آرائه.. او على معظمها على الاقل وبهذا فقد الحوار بينهما حرارته المستمدة عادة من الاعتراض والرفض.

ونحن نلاحظ هذا في حياتنا اليومية.. فمجرد ان يقوم صديق باعطاء صديقه سلفة تتغير العلاقة على الفور.. وتتضاءل الاتصالات.. فالدائن يخشى ان يتصل بصديقه حتى لا يقول الصديق انه يتصل به من اجل ماله عنده.. والمدين لا يتحدث الى صديقه خوفا من ان يطالبه بما عنده.. وتسوء العلاقة تدريجيا ما دامت الفلوس لم تعد الى صاحبها، وقد تصل الامور الى المحاكم وتفسد العلاقة الى الابد خاصة اذا كانت المبالغ كبيرة كما يحدث بين كبار التجار ورجال المال والاعمال.

لقد شهدت مصارع الصداقات بسبب الفلوس.. وربما لهذا السبب فإنني لا استدين من الاشخاص مهما كانت الاسباب وافضل الاستدانه من البنك.. وكذلك انصح من يأتيني في طلب المال ان يذهب الى البنك.. هذا اذا كان المبلغ كبيرا.. ام انا مخطئ؟