لا عذر للقاهرة

TT

ان تبدأ متأخرا خير من الا تبدأ، والحال هنا ينطبق على قمة الخمسة في ليبيا بشأن ازمة دارفور، والعرب تحديدا الذين تركوا السودان يحترق، بل وبعضهم شجع بعض المتطرفين في السودان، بحاجة الى صحوة بشأن الحالة السودانية.

السودان ترك وحيدا، ومع الاسف ونقولها «بالفم المليان» بأنه لولا التدخل الدولي واستصدار قرار من مجلس الامن بشأن دارفور لظلت المأساة الانسانية وعمليات القتل والتصفية والمجاعة بصمت.

الحكومة السودانية التي كانت تكابر وتنفي وتقلل من الكارثة بدأت بعد الضغوطات الدولية بالاعتراف بحجم الكارثة. والناس في دارفور لم يشعروا بالامل طيلة السنوات الماضية الا بعد ان اصبحت قضيتهم على جدول اعمال المجتمع الدولي، وقام عدد من الزعماء الدوليين الغربيين بزيارات الى السودان، وضغطت اطراف دولية نافذة لحل المشكلة.

كالعادة نظل نتفرج على النار وهي تحترق، ولا احد يتحرك، سيارات الاطفاء العربية قديمة، واذا وصلت الى مكان الحريق اكتشفنا انها فارغة من المياه التي تستخدم لاطفاء الحريق. ثم اذا تحرك غيرنا بدأت حفلة الشتيمة، واتهام الآخرين بالتدخل في شؤوننا المحلية، وترداد الاسطوانة المشروخة باننا قادرون على حل مشاكلنا بأيدينا.

قمة الخمسة في طرابلس يجب ان تنتهي الى شيء. مطلوب من مصر تحديدا ان تضغط وبقوة لايجاد مخرج للازمة. ومصر على عكس ليبيا ـ التي دخلت طرفا مع بعض الاطراف ضد اطراف اخرى ـ تستطيع ان تفعل شيئا جديا.

مصر قادرة على دعوة كل الاطراف المتنازعة للقاهرة لعقد مؤتمر سوداني، وطني، فهناك علاقات مصرية متميزة مع كافة الاطراف، وهناك علاقات سودانية مصرية خاصة وهناك ملايين السودانيين في مصر، ومصر تتقاسم مياه النيل مع السودان، واستقرار السودان مسألة امن قومي لمصر، ويمكن لمصر ان تفعل ما فعلته السعودية في لبنان حيث دعت الى مؤتمر الطائف الذي ما زالت نتائجه مرجعا للاستقرار في لبنان.

من حقنا ان ننتظر الكثير من مصر، وخاصة انها لم تلوث يدها في دعم قوى الارهاب في السودان.