عن أي شيء نبحث؟ (1)

TT

كتاب جديد بعنوان «نحن نبحث عما نحلم به» صدر في المانيا للباحثة الاجتماعية بياتريس هشت وهو ملخص للرسالة التي قدمتها لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة بريمن بشمال «ألمانيا الاتحادية»، وتتناول فيها موضوع الزواج بين الألمانيات والأجانب، خاصة أبناء العالمين العربي والإسلامي والنتائج الايجابية والسلبية للزواج المختلط.

قامت بياتريس هشت الألمانية المتزوجة من مواطن عربي بإجراء أبحاث ودراسات مطولة وعقد لقاءات عديدة مع النساء الالمانيات المتزوجات من أشخاص أجانب، خاصة من عرب ومسلمين، وذلك في إطار الهيئة الدولية للنساء المتزوجات من اجانب التي تعنى بهذا الموضوع وما يترتب عليه من آثار وحقوق وواجبات. وهي إحدى الهيئات والجمعيات التي انتشرت في معظم الولايات الألمانية، خاصة بعد ازدياد نسبة الأجانب في ألمانيا الاتحادية ومعدل الزواج بين النساء الالمانيات والرجال الأجانب الذين يتجاوز عددهم 5 ملايين شخص بينهم العديد من العرب والمسلمين من ابناء تركيا وباكستان ويوغوسلافيا ودول آسيا وأفريقيا.

عالجت المؤلفة في رسالتها آثار الاسرة والمجتمع والثقافة التي يحملها معه الرجل الأجنبي عند قدومه الى ألمانيا وانعكاس ذلك على حياته اليومية فيها وعلى زواجه من امرأة المانية والنتائج الناجمة عن ذلك. وقد اوردت في الرسالة امثلة عديدة تتناول هذه الآثار والنتائج بصوة تفصيلية وتحليلية، في الوقت نفسه الذي اشارت فيه هذه الدراسة الاجتماعية المهمة الى الاحكام ووجهات النظر المغلوطة والاحكام المسبقة التي يفرضها المجتمع على المرأة الالمانية المتزوجة من شخص اجنبي ومعارضة اسرتها لهذا الزواج غالبا.

كما اشارت الدراسة الى الحياة التي يعيشها الرجل الاجنبي في المجتمع الالماني قبل زواجه من المانية والمشاكل والمصاعب المحيطة به وشعوره بالعزلة والانسلاخ عن لغته وثقافته على الرغم من مجتمع الرفاهية والتقدم الذي يعيش فيه في المانيا، وشعور القلق الدائم الذي ينتابه بشأن الاوضاع القانونية المتعلقة بإقامته في المانيا وعمله فيها وعجزه عن التوفيق بين حضارتين وثقافتين مختلفتين تماما.

تشير الباحثة الاجتماعية الالمانية الى ان هناك تحديات يواجهها زواج اجنبي من المانية، منها فقدان الارتباط الاجتماعي والثقافي والفكري بين الزوجين لا سيما في المراحل الاولى من الزواج المختلط.

ونواصل البحث غدا باذن الله.