من حقنا ان نحلم بمجيء الزمان ـ الصديق!! الزمان ـ الهدوء، من حقنا ان نحلم بزمن يتربى فيه الاطفال ويشيخون دون أن يسمعوا طلقة نار، وأزيز طائرة، ونشرات اخبار تتطاير فيها رؤوس الابرياء كالانعام!!
لقد طال الزمن الموحش. حرب تلد اخرى، وهجرة تلد اخرى، وجيل عاطل عن العمل ينجب جيلا اكثر بطالة، وآباء وامهات حرموا من الحد الادنى للعيش الانساني. اللقمة النظيفة، والماء غير الملوث، والشوارع الاقل توحشا وضجيجا!!
لقد طال زمن التطرف!! زمن قراءات خاطئة لكتاب الله وسنة رسوله. زمن فتاوى معلبة منتهية الصلاحية يمارسها متفيهقون وانصاف علماء وتوزع مثل مطاعم الوجبات السريعة، وبرامج ما يطلبه المستمعون!! وتدفع شبابا في عمر الزهور للحرب ضد اهلهم وناسهم وعقيدتهم!
لقد طال زمن الشعارات!! زمن صواريخ القاهر والظافر، والحسين والعباس، والزعيم الضرورة ـ والزعيم الخالد، وهزيمة نسميها انتصاراً وقتلة نسميهم ابطالا. ووحدة وحرية واشتراكية قسمت البلد الواحد الى بلدان، وتفننت في بناء السجون بدل المدارس، وسرقت الجمل بما حمل باسم الاشتراكية.
لقد طال زمن العروبة المتوحشة حيث افتقدت ثوبها الانساني وطغى فيها القوي على الضعيف بحجة العروبة والوحدة. واسلام اختطفته قلة من الجهلة لتفضحنا امام العالم ولتصورنا وكأننا أمة من القتلة ومصاصي الدماء.
من حقنا ان نحلم بزمن يقضي فيه الشباب وقتهم في الجامعات والمختبرات بدلا من المظاهرات!! يستلقي فيه الكبار على كراسي الحدائق النظيفة في مدن نظيفة بدلا من ممارسة الشحاذة على ارصفة الشوارع!!
يعود النيل ودجلة والفرات وبردى مثلما كانت مصدرا للخير، مياه نظيفة تزرع الامل، وشواطئ يلتقي العشاق على جانبيها بسلام!
من حقنا ان نحلم بأوطان هانئة. واسر مستقرة. وصناعة وزراعة وانترنت ولحاق بركب الحضارة!! بعد ان استهلكنا تنظيم طالبان وتورا بورا، ومقاومو الفلوجة والمحللون السياسيون والاستراتيجيون الذين يكذبون علينا كل يوم في القنوات الفضائية!
أيها الناس.. نريد ان نعيش بسلام!!