حتى أنت يا فرنسا!

TT

يتساءل بعض الفرنسيين المناهضين للعنصرية في بلادهم حول ما اذا كان هناك تواطؤ ما بين بعض الصحف الفرنسية التي قد لا يمر يوم من دون أن تنشر الأخبار والتقارير عن أحداث عنف تجرى في ضواحي المدن الفرنسية، حيث تقيم غالبية المهاجرين من العرب والسود، وبين اليمين الفرنسي المتطرف الذي يستغل مثل هذه الأخبار والتقارير في تقوية حملته التي تهدف الى تطهير فرنسا من المهاجرين الأجانب ومشاكلهم العصية على الحل.

نشر في احدى الصحف الفرنسية اخيراً تقرير لباحثين فرنسيين، في سوسيولوجيا جنوح الأحداث، أن تلك الحملة العنصرية التي يشنها اليمين الفرنسي نجمت عنها ظاهرة الاعتداءات الجنسية التي تتعرض لها بنات المهاجرين من المراهقات، وتدور أحداث هذه الجرائم في أبنية مهجورة أو في الحدائق العامة. ويشير التقرير الى أن الأجهزة الأمنية لم تتمكن في حالات كثيرة من الضحايا من المراهقات السود والعرب عن الابلاغ عما تعرضن له من اغتصاب لدواع كثيرة منها الخوف من رد الفعل السلبي من جانب المحيط العائلي الذي قد يصل الى حد القتل دفاعاً عن الشرف.

أما الشيء الذي يثير دهشة الباحثين فهو أن تلك الاعتداءات الجنسية التي يرتكبها شباب فرنسي تأثر بالحملة العنصرية ضد المهاجرين الأجانب التي يقودها اليمين الفرنسي المتطرف، لا تلقى معارضة صريحة من جانب أولياء أمور الشبان الفرنسيين الذين تورطوا في هذه الاعتداءات، إذ انه في احدى الجلسات العلنية لمحاكمة مجموعة من الشباب الفرنسيين في احدى المدن الصغيرة غرب (باريس) لم يتردد الآباء في تبرير جريمة الأبناء متعللين بأن الفتيات الضحايا معروف عنهن سوء السلوك وبموافقة المراهقة على الاغتصاب.

في لقاء تلفزيوني مع واحدة من الضحايا أوضحت أنها تعرضت للاغتصاب الجماعي بعد عودتها برفقة صديقها الفرنسي من سهرة راقصة، مضيفة أنها تشعر بالمرارة كلما تذكرت ان صديقها الفرنسي لم يبد أي معارضة متهمة إياه بالاشتراك في تدبير الكمين الذي أعد لها.

وكشفت تقارير أمنية فرنسية أن هناك شباناً فرنسيين يقومون بعرض صديقاتهم من الفتيات من دول أفريقية وعربية كسلعة مقايضة للحصول على الحشيش أو الحبوب المخدرة.

ثم جاءت الأخبار أن هناك اقتراحاً في البرلمان الفرنسي باتهام كل من يهاجم اسرائيل بالعنصرية.. ولا نملك إلا أن نقول: حتى أنت يا فرنسا!