ظريفات النساء خيط فيه عقدة

TT

هذا هو الوصف الذي اعطاه فكتور هيوغو للممثلة المسرحية التي عرفت باسم راشيل. كانت قد سبقت عصرها في نحافتها. رآها الروائي الفرنسي الشهير بعد ان تزوجت وحملت. نظر الى بطنها المنتفخ فقال انها اصبحت خيطا فيه عقدة.

لم تكن راشيل اقل منه في ظرفها وسخريتها. كالكثير من الفنانات قامت بدورها في جمع التبرعات للاعمال الخيرية. وفي احدى الحفلات راحت تمسك بكيس التبرعات وتدور به على الحاضرين وصلت رجلا من اغنى رجال المال والاعمال، لكنه كان بخيلا كمعظم رجال المال والاعمال. قدمت اليه الكيس ليضع فيه شيئا، فاعتذر قائلا: «آسف ليس معي اي نقود». فقالت له: «اذن فخذ من هذا الكيس. فهو مخصص لمساعدة المعدمين».

ذهبت مع فرقتها في جولة تمثيلية الى روسيا. وكان صيتها قد وصل العاصمة بيتروغراد قبلها، فنظم قواد الجيش حفلة لها في وقت كانت العلاقات بين البلدين قد توترت خلالها بعد اندلاع حرب القرم. لبت راشيل الدعوة وحضرت الحفلة مع اعضاء فرقتها في النادي العسكري للمدينة. وكما يحصل في مثل هذه الحفلات التي يقيمها الضباط، اريق الكثير من الشراب. اخيرا وقف احدهم وفتح قنينة شامبانيا وقال: «لنشرب نخب باريس» فرد عليه احد قادة الجيش وكان السكر قد تملك عليه صوابه فقال: «لا. بل نشرب نخب باريس عندما نكون فيها».

فعلقت النجمة الفرنسية على كلمته وقالت: «ولكن المعذرة يا سيدي، فنحن في فرنسا لا نقدم الشامبانيا لأسرانا».

هذا ما كان من شأنها عندما وصلت القمة. ولكن الوصول الى القمم عملية شاقة دائما في ميادين الادب والفن، وواجهت راشيل الشابة الصعوبات والخيبات المعتادة. حاولت في مسعاها هذا ان تستعين بمساعدة المسيو بروفو احد اقطاب المسرح الفرنسي، في ترشيحها لفرقة الكوميدي فرانسيز. مثلت له دورا صغيرا لاظهار موهبتها. هز الرجل رأسه بعد دقيقة او دقيقتين وقال لها: «كلا» لا تصلحي للتمثيل ولا استطيع تقديمك للكوميدي فرانسيز. ولكنها رغم رفضه لها ثابرت في مسعاها حتى استطاعت ان تتغلغل في الفرقة وتؤدي دورا رئيسيا في احد عروضها. لقي تمثيلها اعجابا شديدا من الجمهور وتدفقت باقات الازهار تحت قدميها. جمعتها في الاخير وسارت بها الى غرفة المسيو بروفو. دخلت اليه بهذه الباقات وقالت:

«مسيو بروفو، هل لك ان تساعدني بشراء واحدة من هذه الباقات؟».