آراء في قمع المثقفين للمثقفين (2 ـ 2)

TT

هذه ردود مكملة للنقاش، حول ما وصفته بالقمع المتعمد من بعض المثقفين، ضد الذين يختلفون معهم، الذين يرفضون حضورهم الفكري، ويمنعون كتبهم من التداول، وأفكارهم من أن تطرح للنقاش.

سي عبيد من السعودية يرى أنه، «من الصعب فصل الثقافة العربية عن الظروف التاريخية التي نشأت وترعرعت فيها. قبل 1948 وقبل 1952، كانت هناك ثقافة عربية مرنة في طرحها الليبرالي، ومعتدلة في رد فعلها المحافظ. عندما أقرأ عن الضجة التي ثارت حول كتاب طه حسين الشعر الجاهلي، وكتاب علي عبد الرازق أصول الحكم والإدارة في الاسلام، وأمور أخرى كثيرة حدثت آنذاك، أشعر أنها بالرغم من قوتها، كانت تدور في إطارها القانوني. وهذا ما أعطاها بريقا ثقافيا ما يزال حتى اليوم، وكانت تمثل الى حد بعيد، جوانب من تعددية المجتمع في ذلك الوقت.

كانت ثقافة، وكانوا أدباء ومثقفين، نشأوا وتربوا في بيئة اجتماعية وسياسية تعددية، سواء كانت في مصر أو لبنان، أو حتى الشام بكل أبعاده الجغرافية. اليوم على النقيض، تبدو ثقافتنا مأزومة. ومثقفونا يعكسون هذه الأزمة. فهم نتاج ثقافة تسلطية».

حسام عسفان القاروط من فرنسا كتب يقول: «ما أثارني في هذا المقال هو أن الراشد يريدنا أن نناقش، ونعطي حرية الرأي والتعبير لمثقف، فهمت من المقال أنه يتحدث بلسان عربي، حسناً.. إذا كانت بلاده أميركا، فلماذا تريدنا أن نستمع إلى نصائحه باعتبارها صادرة عن مواطن عربي؟».

ويسانده مساعد الشهراني من السعودية، «المشكلة هي أن فؤاد عجمي يتبنى كل ما يحقر العالم العربي والاسلامي. بسبب عقدة إيديولوجية يعيشها منذ زمن طويل. فمن قاطع ندواته ومحاضراته لا يعد مستبدا، بل هو منطقي».

ويرجع حسن الفتلاوي من اسبانيا الى جذر المشكلة. «من جانبي أرى أن أهل الغرب أخذوا آدابهم وسماحتهم ممن يختلفون معهم في القول والعمل. وبقي العرب والمسلمون يراوحون في اتباعهم الفقهاء الجامدون على النصوص، فضاعوا وضيعوا غيرهم من التابعين وما أكثرهم».

وتعطي حنان غانم انطباعاتها حيث كتبت، «لا أعرف ما يكتبه فؤاد عجمي، لكني شاهدته في إحدى المقابلات التلفزيونية، إنسانا منطقيا مهذبا بعيدا عن العدوانية. وبصراحة لا يهمني مقدار ثقافته أو ثقافة غيره، بعد أن ثبت لي أن معظم المثقفين العرب بمختلف انتماءاتهم الفكرية، يفضلون هوامش الحياة والعيش بسلبية، متقوقعين في عوالمهم الخاصة. أما بالنسبة لمعاداة نظرائه المثقفين العرب له، فأعتقد أن عقليتنا وتقاليدنا الراسخة التي ربينا عليها، تمنعنا من احترام الرأي الآخر. الجميع متهم من قبل الجميع بالعمالة، والانسلاخ عن قوميته وعروبته، وكأن تجارتنا الرابحة الوحيدة حاليا تقوم على أمرين أساسيين: تكفير من لا ينسجم مع أهوائنا ومعتقداتنا، ونظرية المؤامرة».