حكاية النيولوك

TT

هل أصبح اهتمام بعض الرجال في الغرب بمظهرهم لا ينصب على عضلاتهم وإظهارها وإنما على اختيار تسريحة الشعر والعناية بجمال البشرة؟ وهل لم تعد العطور ومزيل رائحة العرق هي فقط ما يشد الرجل في الغرب الى محال التجميل، بل تشدهم أيضاً الكريمات المضادة للتجاعيد والمنعمة للبشرة والأقنعة الرطبة، وأصبح ارتياده مراكز التجميل أمراً عادياً، سواء للتدليك أو لازالة الشعر؟ وهل أصبحت القمصان ذات الألوان الفاقعة والبنطلونات الملتصقة بالجسد والثياب الداخلية المختارة بعناية ومواد الزينة جزءاً أساسياً من مقتنيات بعض الرجال في الغرب؟

هذه الذكورية الجديدة التي تطفو على السطح حالياً في الغرب، الى أي مدى ستلقى قبول الفتيات اللواتي يدعين أنهن يفضلن الرجال الذين هم على هذه الشاكلة؟

في الغرب الآن يوجد جنس جديد من الرجال اصطلح على تسميته باسم متروسكسوا وهو مصطلح جاء من الولايات المتحدة الأمريكية ليشمل بعض رجال الغرب الذين يقطنون في العواصم الكبرى أو المدن التي تتسم بحركة اجتماعية واقتصادية والذين يبدون اهتماماً ملحوظاً بتسريحة الشعر والبشرة ومواد الزينة. وهذا الجنس الجديد من الرجال كثيراً ما يشاهد في صور الإعلانات وفي التحقيقات الإعلامية وفي بعض المراكز التجارية الكبرى، ويعكس وجوده كظاهرة على تخصيص رفوف بأكملها في مراكز التجميل الشهيرة لمنتجات العناية ببشرة الرجل وجسده.

هذا الجنس الناعم من الرجال في الغرب برز وأصبح له وجود ربما منذ فترة قصيرة ثم بدأت شركات الاعلانات والدعايات تهتم بشؤونه وتحتفي به وبمطالبه واحتياجاته. وهذا الجنس الناعم من الرجال تمتلئ به برامج تلفزيون الواقع فهم رجال بين العشرينات والأربعينات نرجسيون ويتمركزون حول ذواتهم ويولون أنفسهم عناية فائقة ويكرسون للاهتمام بمظهرهم الوقت والمال ولا يلتفتون كثيراً إلى ما يمكن ان تثيره في الآخرين عنايتهم الفائقة بمظهرهم ورعايتهم لبشرتهم أو إلى ما يمكن أن ينعتوهم به.

وهذا بالضبط ما يحدث في عالمنا العربي بدعوى النيولوك وهي الموضة السخيفة التي بدأها بعض الفنانين ولاعبي الكرة ثم انتقلت الى مختلف مستويات الشباب.. ما هي الحكاية بالضبط؟