المقاومة العراقية.. في دمشق

TT

إذا أردت أن تعرف ماذا تريد أن تفعل «المقاومة العراقية»، فعليك بالإصغاء جيداً إلى الإعلام السوري أو الإعلاميين المحسوبين على سورية، فدمشق تستقبل يومياً وفوداً عراقية، مرة يسمونها زعماء العشائر والقبائل، ومرة يسمونها بأسماء أحزاب وجماعات عراقية معارضة، لم نسمع بها من قبل، وهؤلاء تفتح لهم أبواب كبار المسؤولين السوريين، ويجدون حرية كاملة في قول ما يريدون.

آخر ما قالوه في دمشق، تحريض سافر على قتل الشرطة العراقية، واعتبار عصر صدام حسين أفضل من الأوضاع الحالية، وبعضهم يتحسر على المعاملة غير الإنسانية، التي يعامل بها القاتل المحترف علي الكيماوي.

لا أعرف من الذي يدير ملف العراق في دمشق، ولكني أعرف جيداً أنها إدارة تضر بالعراق وتضر بسورية، في وقت تفتح فيه جبهات عديدة ضد سورية، وفي وقت تتهم فيه سورية بالحق والباطل.

كل الخوف أن يتكرر خطأ فتح معركة الرئاسة اللبنانية مرة أخرى. فالطريقة التي أديرت بها قضية التجديد للرئيس اللبناني نجحت باقتدار في إيذاء سورية، ونجحت باقتدار في توحيد الموقف الفرنسي والأمريكي ضد سورية، ووصلت في نجاحاتها إلى درجة توحيد المتناقضات على كل التفاصيل، بما في ذلك المطالبة بإطلاق سراح سمير جعجع.

ويبدو أن هذا السيناريو يتكرر في التعامل مع الملف العراقي.

هل سورية بحاجة إلى مزيد من المشكلات والعداوات؟

نسأل هذا السؤال، لأننا لسنا كارهين ولا شامتين لدمشق، بل نريد لهذا البلد العربي أن يكون قوياً ومزدهراً.

ولكن المشكلة أنك لا تستطيع أن تكون ملكياً أكثر من الملك، ولا سورياً أكثر من السوريين.

ولقد مللنا ونحن نكرر ضرورة أن تفكر دمشق في مصالحها الوطنية، وأن تخرج من عصر الشعارات والأحلام، إلى فضاء العمل السياسي المحترف الذي يعرف أن الشعر جميل، ولكنه لا يُطعم خبزاً. والشعارات مريحة ولكنها لا تحرر أرضاً.

هل نصرخ في واد غير ذي زرع لا يسمعنا فيه أحد؟! ربما..!