الأكل الأبيض المتوسط!

TT

من المؤكد أن الجينات تعد من العوامل المهمة التي تفيد كثيراً في إطالة عمر الإنسان، لكن هناك دليلاً قوياً على أن أنواع الأطعمة التي يتناولها الإنسان والطريقة التي يعيش بها على نفس القدر من الأهمية في إطالة عمره. تضمنت أحدث دراسة أجريت في هذا المجال في الولايات المتحدة الأميركية مخططاً لإطالة العمر فيه يتناول الإنسان وجبات غذائية تنتمي إلى شعوب البحر الأبيض المتوسط وغنية بالفاكهة والخضروات والأسماك والحبوب والمكسرات وفقيرة في الدهن الحيواني، بالإضافة إلى ممارسة تمرينات رياضية لمدة ثلاثين دقيقة يوميا مع عدم التدخين والامتناع عن تعاطي الكحوليات.

هذا المخطط يتفوق على الكثير من الأنظمة التي يتبعها الناس لإنقاص أوزانهم لأن التركيز فيه على الصحة بوجه عام وليس على إنقاص الوزن على حساب أشياء أخرى، وكذلك يساعد نظام البحر الأبيض الغذائي على تقليل نسبة الإصابة بأمراض القلب.

الرسالة التي ربما تريد الدراسة توصيلها إلى الناس هي أنه لم يفت الأوان بعد لاتباع إرشادات هذا النظام الغذائي وللاستفادة من نتائجه. وذلك كما يؤكد القائمون على الدراسة الذين يعتقدون اعتقاداً جازماً في جدوى نظامهم الغذائي حتى وإن كان من يتبعه قد بلغ التسعين لأن نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي يحتوي على فوائد جمة لكل من الرجال والنساء على السواء.

كذلك يوضح القائمون على هذه الدراسة وهذا النظام الغذائي أن دراسة أخرى منفصلة قد أجريت بشأن نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي، وأثبتت تأثيرها الإيجابي في الحماية من التعرض لأمراض الشريان التاجي على أن مثل هذا النوع من الأنظمة الغذائية يمنع الإصابة بالتهاب الأوعية الدموية الذي يعد العامل الأساسي في الإصابة بأمراض القلب وبنوعين من أمراض السكر.

ويظهر المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والسكر تحسناً كبيراً بعد عامين من اتباع نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي، خصوصاً في ما يتصل بالوزن وضغط الدم ونسبة الكوليسترول في الدم، وهي العوامل التي تؤدي في النهاية إلى أمراض القلب، وذلك لأن المزيج الذي يخلقه تنوع أغذية البحر الأبيض المتوسط يمكن إن يصنع المعجزات.