عدو المرأة

TT

الطعام الدسم والتدخين هما العدوان الرئيسيان للمرأة التي تخشى من الإصابة بمرض سرطان الثدي. ففي مركز «فوكس تشيس» للسرطان في الولايات المتحدة الأمريكية أكد الباحثون ان الطعام الذي تزيد فيه نسبة الدهون لا يتسبب فقط في إصابة المرأة بالسمنة، إنما يتسبب أيضاً في البلوغ المبكر للفتيات وفي احتمالات الإصابة بسرطان الثدي، ومن ناحية أخرى أكد بحث علمي أجراه فريق من العلماء الكنديين أن الفتيات المراهقات اللاتي يدخن السجائر عرضة أكثر بمرض سرطان الثدي في مرحلة لاحقة من العمر أكثر من غيرهن اللاتي لا يدخن.

جاء في البحث الذي أجري بمركز «فوكس تشيس» للسرطان أن خفض نسبة الدهون في الطعام يقلل من مستويات الهورمونات عند الفتيات ويحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. وقد تم التوصل إلى هذه النتيجة من خلال البحث الذي شمل 300 فتاة وفيه يتم خفض نسبة الدهون في طعامهن، وعند إعادة فحصهن وجد أن نسبة الهورمونات تراجعت في الدم بشكل كبير. وقالت جوان دورجان، رئيسة الفريق البحثي: عندما خططنا للدراسة توقعنا أن نشهد فارقاً ضئيلاً في مستوى الهورمونات، لكننا ذهلنا لرؤية الفارق الكبير نتيجة لتغيير طفيف في نوعية الطعام.

ويشير العلماء الكنديون إلى أن احتمالات إصابة الفتيات المدخنات بدءاً من 15 سنة بمرض سرطان الثدي تزداد بنسبة تصل إلى 75% عن الفتيات غير المدخنات، وذلك لأن خلايا الثدي لدى الفتيات تكون في مرحلة نموها أكثر تأثيراً بالعوامل المسببة للسرطان والموجودة في السجائر.

ويؤكد الخبراء المتخصصون في أمراض الثدي لدى النساء أن أسلوب المتابعة الذاتية من جانب المرأة لحالتها أو ما يسمى بالتشخيص الذاتي سيظل أحد مكونات الطب الوقائي لدى المرأة، ويستشهدون على ذلك الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي لديها وبالتالي تجنب إجراء عملية استئصال الثدي.

لكن في إحدى الدراسات الطبية في الصين، تم تقسيم عدد كبير من الصينيات في مدينة شنغهاي الى مجموعتين، إحداهما بدأت تتلقى إرشادات ودورات توعية عن كيفية إجراء التشخيص الذاتي، والمجموعة الأخرى لم تتلق أي دورات توعية. وبعد عدة سنوات، أثبتت النتائج والأرقام أنه لا يوجد فارق كبير يذكر في معدلات الوفاة بسبب سرطان الثدي بين المجموعتين.

ورداً على هذه الدراسة الصينية التي تقول إن أسلوب المتابعة الذاتية أو التشخيص الذاتي من جانب المرأة لحالتها ليس الأسلوب الأمثل للاكتشاف المبرر لمرض سرطان الثدي، تقول الدكتورة كريستين زارفوس، الاستاذ المساعد للجراحة بجامعة كونيتيكيت الأمريكية، إن نتائج حالات النساء الصينيات لا تعد مؤشراً كافياً يمكن الاستعانة به في حالة السيدات الأمريكيات لاختلاف البيئة والظروف بين البلدين، فضلاً عن ان السيدات الصينيات لم تتوفر لديهن صور أشعة إكس للثدي وبالتالي لم يتمكن من إجراء التشخيص الذاتي على النحو السليم.