أربعائيات... الصمت المشبوه..!

TT

من القتلة والمتطرفين تعيث في الأرض فسادا. وأغلبية من الطيبين والخيرين تتفرج على المشهد..!

قوى الظلام تتحرك وهي أقلية. وقوى النور صامتة وهي أكثرية. قوى الكراهية تتحرك. وقوى المحبة تتفرج ..!

لا نعتب على المهمومين الراكضين وراء لقمة عيشهم..! لا نعتب على الذين لم يحصلوا على حظ في التعليم والثقافة. ولكننا نعتب بقوة على آلاف المثقفين في أوطاننا ممن يتفرجون. ومئات مؤسسات المجتمع المدني التي لا تحرك فيها شعرة، كل هذا القتل والاستخفاف بأرواح الناس !!

الصمت على الجريمة هو مشاركة فيها أو تشجيع لها، أو وقود يساعدها على استمرار جرائمها.

صمت رجال الدين المتنورين لا مبرر له. صمت الدعاة الوسطيين لا معنى له. صمت الأئمة والشيوخ العقلاء لا سند له من قرآن أو سنة..!

نريد على الأقل ما هو أضعف الإيمان. اللسان والقلم، اللذان يدينان ويرفضان الإرهاب بلغة واضحة لا لبس فيها. وبسلوك إنساني، هو البديل الوحيد لممارسة القتل والعنف والتطرف، باسم الدين وباسم العقيدة.

نريد أن تتوقف عقلية التحريم والتكفير والوعيد ونشر النكد، ورفض الفرح والاحتفال. نريد أن نذكر الناس أن الإنسان خلق لإعمار الكون وليس لإفساده، وأنه خلق لينشر الرحمة والفرح والابتسامة، وأنه لا علاقة بين الدين وبين التجهم والخشونة، وأن امرأة دخلت الجنة لأنها أنقذت روح حيوان فكيف باستباحة دماء البشر الأبرياء..!

عقلية المنع وتحريم ما أحل الله و الزجر والوعيد تدفع الشباب إلى الاتجاه الآخر. وتؤدي إلى نتائج عكسية. وغياب التوازن بين ما هو ديني وما هو دنيوي، يجعل الكثير من الشباب لا يعرف قيمة الحياة وقيمة الفرح وقيمة الرحمة، فيتساوى عنده الموت والحياة، فيضحي بحياته الجميلة بحجة الجهاد والاستشهاد.

لتتوقف لغة الزجر. ولتتوقف عقلية المنع والتحريم لكل شيء. ولتتوقف لغة الخشونة والتجهم. وليتوقف صمت الكثيرين ممن يتفرجون على النار وهي تحرق الأخضر واليابس، فمن حق الناس أن تتهم هؤلاء الصامتين بأنهم مؤيدون للإرهاب وإن لبسوا لبوس الاعتدال.