يصوتون على حقوق النساء!

TT

انتشرت بين النساء رسالة فحواها «هبي» و«اسرعي» و«الحقي» في الموقع الإلكتروني لوزارة شؤون البلديات موقع للتصويت: يقول هل تؤيد مشاركة المرأة في الانتخابات أم لا؟ والهلع الذي أصاب بعض النساء جاء نتيجة أن الغالبية تتكدس في الإجابة «لا»، ولو كنت شخصيا محل وزارة البلديات لأخفيت الموقع بنتائجه الفاضحة، كما يفعل أستاذ بنتيجة طالب خائب، ليس دعوة لاخفاء الحقائق ولكن لخطأ في المنهج. فما تعلنه لنا لجنة الانتخابات البلدية وتشق أسماعنا به على الدوام، وتمسح بثلجه على حرارة السخط المنتشرة بين النساء، هو أن تعريف قانون البلديات الذي منح حق الانتخاب، بأن الانتخابات حق «للمواطن» وان كلمة مواطن تعني «المرأة» و«الرجل» على السوء لكنها تتعذر بالخدمات «اللوجستية» ولا أدري لماذا لجأت لجنة الانتخابات لاستخدام هذه الكلمة العويصة على الفهم والتي تعني «خدمات البنى التحتية كالمواقع، والآلات، والوسائل المادية»، وعلى الرغم من أن هذه الكلمة لم تدخل علينا، ولم يجر تداولها في مجتمعنا وصحفنا سوى مع الحروب التي شهدتها منطقة الخليج، «كفانا الله شر الحروب»!.

يتعذر البعض بأن التصويت «نظام ديمقراطي» لا يجب أن يغضب المؤمنين بالحقوق الديمقراطية، وإذا كان هذا هو الحال في فهم النظام الديمقراطي السليم، فأنني اقترح بالمقابل أن يجري أيضا إدماج النساء في التصويت لتمرينهن وتزويدهن بالخبرات الديمقراطية، على بعض حقوق الرجال، خاصة أن بعض الممارسات التي تقود للموت والهلاك والخراب تحدث عند فئات الذكور، كأن نصوت بعد النتيجة التي أعلنتها إدارة المرور بأن حوادث المرور القاتلة زادت 18% أي أعلى من نسبة زيادة المواليد، وقد وصلت أرقام الحوادث إلى مائتين وخمسين ألف حادث سنوي، يموت فيها حوالي أربعة الاف قتيل، معظمهم من دون الخامسة والعشرين، ولأن الرجال هم وحدهم وراء هذا الإرهاب المروري، يجب أن نصوت على: هل يحق للرجل أن يقود السيارة أم لا؟، لكن الواقع يقول إن النساء وحدهن هم الحقل الديمقراطي الوحيد الذي يحق للمجتمع أن يمارس حقه الديمقراطي عليه فهل تتعلم المرأة أم لا؟ حق قابل للتصويت، هل تعمل المرأة أم لا تعمل؟ حق قابل للتصويت، هل يحق للرجل أن يأخذ راتب المرأة؟. حق قابل للتصويت، هل يصرف للمرأة راتبها التقاعدي إذا كان زوجها أيضا يحصل على راتب تقاعدي أم لا رغم أن المؤسسة اقتطعت نقودها هي أيضا؟. هل... وأقول لكم في سركم، أخاف أن يأتي يوم أن كان الحال سيستمر على هذا المنوال ويصوت الناس على هل يحق للمرأة أن تعيش بعد الأربعين أم لا؟