نقاط عدة

TT

شهد الأسبوع المنصرم عدة أحداث فرضت على الصحيفة تغيرا ملحوظا في بوصلة المتابعة، حيث انعكس ذلك على صفحاتها الأولى طوال الأسبوع، من واشنطن إلى دمشق، ومن سورية إلى العراق، وانتهاء بالرياض حيث تأهل المنتخب السعودي لكرة القدم إلى كأس العالم 2006، على الرغم من أن «الشرق الأوسط» صحيفة سياسية بالدرجة الأولى.

الإثارة لم تقف هناك بل طالت حتى موقع الصحيفة على الانترنت. ومن هنا نبدأ. وقعت الصحيفة في فخ ردود القراء حيث سربت رسالة من قارئ، أقل ما يمكن القول عنها إنها مسيئة للكاتب والصحيفة، والقراء أنفسهم. تداركت الصحيفة الخطأ فورا، وسارعت لنشر اعتذار على الموقع طوال يومين باسم أسرة التحرير. وهذا أمر جيد ومطلوب، ولكن على الصحيفة أن تراعي دائما أن مثل هذه الأخطاء غير مرغوبة ولا بد من جهد مضاعف للمراقبة حتى لا تتكرر مثل هذه الأمور. وما عرفته من إدارة التحرير أن تحقيقا يجري في الموضوع وتم إيقاف المسؤول عن تحرير ردود القراء، وهناك مراجعة شاملة للنظام الذي من خلاله يتم تحرير ردود القراء على الانترنت.

نقطة أخرى تمت إثارتها مع إدارة التحرير حول الشكاوى المتزايدة من القراء على عدم نشر بعض تعليقاتهم في الموقع. تعليق إدارة التحرير على هذه الشكاوى هو انه ليس بمقدورهم تخصيص فريق كامل يقوم بنشر الردود على مدار الساعة، خصوصا إذا تم التذكير بان قراء «الشرق الأوسط» من جميع أنحاء العالم. فهناك تعليقات وردود من أميركا، وأخرى من المغرب، وثالثة من اليابان، وأيضا مصر والسعودية. وهنا تأتي مشكلة فارق التوقيت. لكن الزملاء في التحرير يقولون: «نحن لا نتجاهل هذه الردود، فكل ملحق تصدره الصحيفة بات يتضمن بريدا خاصا به للقراء ويقوم التحرير بنشر الردود في الملاحق التي توافقه من السياسة وحتى الفن».

هذا ما يختص بالبريد والقراء. أما التغطية الصحافية فتميزت الصحيفة هذا الأسبوع وانفردت بأخبار من داخل المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث الاشتراكي الحاكم في سورية، على الرغم من النفي المتواصل لأخبار الصحيفة في المؤتمرات الصحافية وبعض وسائل الإعلام العربية. فالصحيفة جزمت باستقالة عبد الحليم خدام، في الوقت الذي خرجت فيه وسائل الإعلام مرددة انه ينوي الاستقالة، بينما نفي البعض الخبر جملة وتفصيلاً، كما انفردت الصحيفة بخبر استقالة العميد مصطفى طلاس، وتبين مع نهاية أعمال المؤتمر أن أخبار «الشرق الأوسط» كانت الأصدق والأدق.

أمر آخر كانت الصحيفة به سباقة في تغطية أخبار سورية عندما نشرت عن التغيير في لهجة واشنطن إزاء سورية، ونجحت الصحيفة أيضاً في تواجد الرد السوري على صدر صفحاتها. لكن «الشرق الأوسط» لم تقدم للقارئ معلومات كافية ومهمة عن الشخصيات المتوقعة، والشخصيات المستقيلة، حيث اكتفت بمعلومات الوكالات، لا معلوماتها الخاصة. وهذه نقطة ضعف لا بد من تداركها.

وفي خضم الجدل السياسي، والإثارة الكروية لتصفيات كأس العالم المؤهلة لألمانيا 2006 فاجأت الصحيفة قراءها بصفحة أولى تبدو للوهلة الأولى الصحيفة فيها وكأنها صحيفة رياضية. حيث خرجت بخبر رئيسي على صدر صفحتها الأولى الخميس الماضي عن تأهل المنتخب السعودي لكأس العالم، وعن تأهل منتخب إيران في بعض طبعات الصحيفة المختلفة. وهذا يحسب للصحيفة، حيث أن تعريف الأخبار لا يستثني الرياضة، وكل ما يشغل الناس من التغطية.

ومثل ما أسلفنا فان الأسبوع المنصرم شهد تميزا، كما شهد أخطاء لا بد من تلافيها مستقبلا. نقطة أخيرة هي أن الصحيفة تقع يوميا في الفخ الذي تقع فيه وسائل الإعلام العربية في تغطية العراق بالتركيز على أخبار القتل والدمار، وكأن العراق بات ارض الموت ولا يتوافر به أي مظهر من مظاهر الحياة.