تعالوا نسجل انحناءة تقدير لهؤلاء

TT

لا يتوقع المرء أن يتعلم الكثير من حفل تخرج ما، خصوصا إذا كان ذلك الشخص هو أول الخطباء. لكنني تعلمت حقا برنامجا مهما في ذلك الحفل الذي جرى في كلية وليمز يوم الأحد الماضي، فبالإضافة إلى منح شهادات شرف، فإن هذه الكلية تكرم أربعة مدرسين يعملون في المدارس الثانوية، لكنهم ليسوا أي مدرسين، فكلية وليمز تسأل طلابها المتقدمين البالغ عددهم حوالي 500 شخص، لتسمية المدرسين الذين لهم تأثير كبير في حياتهم، وتقوم لجنة في كل سنة بدراسة ما يقرب من 50 ترشيحا من قبل الطلبة، ثم تقوم ببحثها الخاص مع المدارس الثانوية المعنية، فتختار أكثر أربعة مدرسين تأثيرا.

يحصل كل من المدرسين الأربعة على 2000 دولار مع ألف دولار أخرى لمساعدة مدرسته. كذلك يُنقَل المدرسون مع أسرهم إلى كلية وليمز، الواقعة في بيركشاير شديدة الخضرة، ثم يتم تكريمهم كجزء من حفل التخرج المقام في نهاية عطلة الأسبوع.

في اليوم السابق ليوم الأحد الخاص بالتخرج، جلس المدرسون الأربعة مع الطلبة الذين اختاروهم على المنصة، وتحدث عميد الكلية حول السبب والكيفية التي أثر فيها كل مدرس في طالب ما من كلية وليمز، قارئا ذلك من رسائل التسمية التي أعدها الطلبة بأنفسهم، ليتم تقديم المدرسين الأربعة أثناء حفلة عشاء مع الذين تم منحهم درجات شرف أكاديمية.

وقال رئيس كلية وليمز مورتون: «كلما قمنا بهذا يقول لي واحد من مدرسي الثانويات: هذه أعظم عطلة نهاية أسبوع في كل حياتي... لكنها عظيمة بالنسبة لنا أيضا».

ويضيف قائلا: «حينما تكون في مكان مثل كلية وليمز وأنت قادر على الاستفادة من هؤلاء الأطفال الرائعين، فأنت تأخذ ذلك أحيانا كأمر مسلم به، فتظن أننا نحن الذين نكون هؤلاء الصغار. لكن باعتبارنا أساتذة جامعيين، يجب تذكيرنا بأننا نقف دائما فوق أكتاف مدرسي الثانويات العظام مستصحبين حالة من الجوع للتعلم منهم... ولذلك فنحن هنا نقوم بالقليل من الاعتراف بذلك... نحن نأخذ هؤلاء المدرسين الذين لم يعطوا حقهم بشكل مناسب ونمنحهم أسبوعا رائعا، وإذا كنتم ترون أن هذه الجوائز غير مهمة للمدرسين الذين تسلموها، فإنكم في هذه الحالة لا تعرفون أي شيء عن المدرسين».

أسرعت في ارتداء معطفي وقبعتي للحاق بمايرا لوريس مدرِّسة العلاقات الدولية في ثانوية هايلاند بارك الواقعة في شمال شيكاغو، وهي متخصصة في تهيئة الطلاب كي يشاركوا في برنامج «الأمم المتحدة النموذجي». وقد رُشِّحت من قبل ألِيس براون الطالبة المتقدمة في كلية وليمز، وقالت في رسالة الترشيح إن مايرا «أستاذة مهمة جدا وهي مثل أعلى وموجهة... ومايرا ألهمت الكثير من الطلبة مثلي لمتابعة مهن في حقل القانون والعلاقات الدولية والموقف السياسي».

تتذكر لوريس أنها عند تسلمها مكالمة هاتفية من كلية وليمز تعلمها فيها أنها فازت «بقيت أردد: مستحيل».

وهي مدرسة منذ 23 عاما، وقريبة الآن من سن التقاعد، وأضافت «أنا أجد في التكريم تأكيدا قويا بأن أيامي لها قيمة وأن حياتي تحمل قيمة. وعادة لا يحصل المدرسون العاملون في المدارس الحكومية على هذا الشيء».

وقالت أيضا « الكثير من زملائي متأثرون وفرحون لي، وكل واحد يريد أن يسمع عند عودتي ما حدث، وهذا شيء مهم جدا لأن ذلك سيدفع أناسا جددا للانضمام إلى التعليم. نحن نرسل 90% من أطفالنا إلى الكليات، لكن إذا سألت كم من هؤلاء يريدون أن يصبحوا مدرسين، فإنك لن تحصل على أكثر من 6 أطفال. هناك الكثير من المدرسين العظام في الثانويات، لكنهم لا يحصلون على اعتراف كاف بإنجازاتهم، فيما لن يصل الكثير من الصغار إلى الجامعات بدونهم».

نحن نسير إلى عصر تكون فيه الأشغال في الغالب موضوعا للابتكار، وتصبح بالية بشكل أسرع فأسرع. وفرص الطلبة الذين يتابعون الآن دراساتهم الجامعية في العمل بنفس الحقل طيلة حياتهم المهنية أقرب للصفر. ففي عصر كهذا، تكمن الخبرة القابلة على البقاء في قدرة المرء على تعلم كيف يتعلم. وأفضل طريقة لتعلم كيفية التعلم، هي حب التعلم وأن يكون هناك مدرسون عظام قادرون على إلهام طلبتهم.

والى ذلك تتحقق أفضل طريقة للتوثق من أن المدرسين الذين يلهمون طلبتهم للاهتمام بالمعرفة، إذا اعترفنا بجهودهم ومنحنا الجوائز لمن حقق هذا الأمر.

تخيلوا لو أن كل كلية في أميركا لديها برنامج شبيه بكلية وليمز، وفي كل ربيع وعبر كل الوطن يتم الاعتراف بجهود عشرات الألوف من المدرسين، عن طريق تلامذتهم الذين كانوا لهم مصدر إلهام ودفع؟

وجب أن لا يكون هناك أي مدرس عظيم نتركه جانبا... ما رأيكم؟

* خدمة «نيويورك تايمز»