الله يرحم والديك

TT

«الله يرحم والديك».. استخدم هذه العبارة طالب في امتحانات هذه الأيام يرجو أستاذه أن يساعده، فلطالما كان الطالب مطيعا له طوال السنة. كثير من عبارات الاسترحام كانت هي بوابة دخول بعض الطلبة لعالم الرحمة.

في صالات الامتحان التي علاها البؤس والتوتر والأدعية الحارة، ولا تدري مع من تتعاطف.. مع طالب صم وحفظ في عشرة أيام ما درسه طوال نصف عام، أم مع نظام تعليمي لا يحصد اليوم غير التوسلات بأن يرحموا من في الأرض ليرحمهم من في السماء.

الجواب وجدته عند أحد أعضاء لحنة توظيف سعودية، الذي قال «سافرت للجوف لإجراء مقابلة مع خريجي أقسام كليات العلوم والتقنية لشغل وظائف جديدة شاغرةس من هؤلاء الطلبة المتخرجين حديثا في علوم المحاسبة. اكتشف أعضاء اللجنة أنهم يضيعون وقتهم مع أعداد كبيرة لا تعرف مما درسته غير ما جاء في المقرر ونحجت فيه. فقرر أعضاء اللجنة أن يخففوا من سوء التفاهم القائم بينهم وبين المتقدمين للوظائف بأسئلة خفيفة الظل لكنها تصب في الموضوع، فسألوا خريجي قسم المحاسبة: ثلث الثلاثة كام؟

الأجوبة جاءت كالتالي: 27%، ثلث، واحد مربع، خريج واحد فقط قال: واحد، فوقفت اللجنة على حيلها وصاحت وجدناه وجدناه، صافحته مثل بطل عائد من الجبهة، وقبلت رأسه ودعوت له بأن يحفظه الله لأهله وبشرته بأنه المقبول للوظيفة، لكنهم قالوا لدينا سؤال آخر، كيف تستطيع أن تستخرج قطعة نقدية أو ورقة من قارورة بها ماء دون أن تلمس القارورة، رد الخريج: نحضر (المغطانيس) يقصد (المغناطيس)، قررت اللجنة أن تقبل الإجابة بعد استراحة من الضحك فتقت قلوبهم المختنقة بالأسى على حال خريجي معاهد الحفظ والصم.

ليس مهما أن يلفظ الخريج اسم المغطانيس صحيحا بل المهم الأخلاق، أما إجابة السؤال فعليكم أن تفكروا فيها أنتم!

[email protected]