الأطفال الخضر من أين؟

TT

في كلامنا العادي ـ تسألني د. أميرة سعد الدين من كندا ـ إذا وجدنا شيئاً غريباً شاذاً قلنا: إنه الإنسان الأخضر، إيه ده؟

إنها واحدة من غرائب الحكايات في الدلالة على ظهور كائنات غريبة عجيبة كالتي جاءت في «الألياذة» للشاعر الإغريقي هوميروس، والتي جاءت في «ألف ليلة»، ففيها جميعاً كائنات عجيبة ولها قدرات هائلة، وأهم قدراتها أنها تتحول بعضها إلى بعض، من حيوانات إلى إنسان إلى نبات إلى أنصاف آلهة إلى آلهة.

بعض العلماء يقولون: إنها ليست خرافات وإنما هذا قد حدث في التاريخ عندما هبطت على الأرض كائنات غريبة، جاءت وتركت آثارها وذهبت، لا نعرف متى، ولا لماذا؟ والمعنى أنه حدث ذلك في تاريخ قديم، وأنه من الممكن أن يحدث مرة أخرى، ومعناه أيضاً أن هناك كائنات في أماكن أخرى من الكون لا نعرف أين، ولا نعرف إذا كانت قد هبطت إلى الأرض ولا عن سبب مجيئها واختفائها.

أما الذي حدث فكان في أوائل القرن الثاني عشر في بريطانيا. يقال إن الفلاحين كانوا يعملون في الحقول، فوجئوا بطفلين صغيرين: ولد وبنت، وبشرتهما خضراء تماماً كأوراق الشجر، وأنهما يرتديان ملابس عجيبة، ولا يعرفان اللغة الإنجليزية، وقد رفضا تناول الطعام الذي قدم لهما، ولكن عندما قدموا لهما بعض البقول تناولاها بشهية مفتوحة، ولسبب ما مات الولد، وبقيت البنت وكبرت وتعلمت الإنجليزية وتزوجت أيضاً، وطبيعي أن يسألوها من أين جاءت وكيف، ولماذا؟ قالت إنها لا تعرف، وإنما هي استمعت إلى أجراس تدق بعنف مما أدى إلى إصابتها بالإغماء، ثم وجدت نفسها في هذه الحقول، وأنها جاءت من بلاد لا تشرق ولا تغرب فيها شمس، وإنما هم يعيشون في شفق أو غسق دائم. بلادهم مضيئة ولا يعرفون مصدراً لنورها، وأنهم مسيحيون، ولديهم كنائس، وأنهم يصلون، وبلادهم اسمها: بلاد القديس مارتن!

وظهرت نظريات كثيرة في تفسير هذا الحدث الغريب.. واحد يقول إنهم أطفال عاديون عاشوا في المناجم تحت الأرض، ونقص الغذاء والفيتامينات جعل بشرتهم خضراء، فلما تعرضوا للضوء وتغير غذاؤهم، تغير لون البشرة. ونظرية تقول: بل إنهم كائنات عاشت في مكان تحت الأرض.

أما ما قالته الطفلة من أنها سمعت أجراساً عالية الرنين، وبعدها أغمي عليها وجاءت إلى الأرض، فالمعنى قد جاء في التوراة في «سفر حزقيال». فيقال إن النبي حزقيال كان يتمشى في المكان الذي تشغله الآن مدينة بغداد، ثم فوجئ بصوت عجلات ودوي ونار وتراب، ونزلت سفينة فضاء هائلة وخرج منها أناس يرتدون خوذات وملابس لامعة، تماماً كرواد الفضاء الآن، فمن يدري ربما كان هذا الذي سمعته الطفلة هو سفينة فضاء أيضاً ولكنها لم تتمكن من وصفها لنا ـ أقول ربما!