اللعبة

TT

يقال ان للقط سبع أرواح، وهذا غير صحيح لأنه لو كان ذلك فلبعض الناس سبعون روحاً، فهناك بعض الأشخاص الخطر هو مهنتهم ولكنهم على الدوام يسلمون، وهناك أشخاص أتمنى ومستعد أن أدفع الآن كل ما في جيبي من (فكة) على أن يدغدغهم الموت قليلاً ولكن (ما فيش فايدة).. وعلى هذا الأساس إذن هل صحيح أن (عمر الشقي بقي)؟!، أظن والله اعلم أن في ذلك بعضا من الصحة، فما أكثر الطيبين الذين ذهبوا وما زالت عيني تدمع عليهم، وما أكثر الأشقياء الذين يمرحون على هودج الحياة زالت أسناني تتضرس عليهم.. والمشكلة أنني لست من هؤلاء ولا هؤلاء، فلست طيباً (بنمرة واستمارة)، ولا شقيا المعيا يشار إليه بالبنان، وإنما أقف حائراً أراوح في مكاني، فلا الأيام تريد أن تعليني وترفع من شأني، ولا كذلك تقصف عمري لكي أموت على الأقل شهيداً.. ولا شك أنني الآن أعيش (بنصف عمر) ـ على أساس أنني (طيب وشقي) في نفس الوقت.

واليكم بعض الأمثلة السريعة والحقيقية التي تثير العجب، مثل تلك القطة الأرجنتينية، وهي فتاة حسناء في التاسعة عشرة من عمرها أرادت أن تنتحر لفشلها بما يسمى (الحب) ـ الله يقطعه ويقطع سنينه ـ فقذفت (الخبلة) نفسها من الطابق الثالث عشر إلا أن كابلات خط للباص الكهربائي حينما سقطت عليها خففت من سرعة هبوطها وأنقذت حياتها، ولم تصب إلا بجروح طفيفة. بعكس فتاة مصرية وأيضاً سبب إقدامها على ما فعلت هو (الغرام) ـ الله يبعد كل ذي عقل عنه، أما المجانين ففي (ستين داهية) . هذه الفتاة أرادت أن تثير شفقة حبيبها الذي خاصمها فقررت أن (تتظاهر) بالانتحار أمامه فرمت بنفسها من الدور الثاني ووقعت على الرصيف وانفضخ رأسها وفارقت الحياة في الحال، وهرب الحبيب.

واختم بذلك الأب والأم ومعهما ابنتهما التي لا يتعدى عمرها عاماً واحداً، والحادثة وقعت في استراليا، استأجر الأب منطاداً للفسحة والتمتع بالمنظر الجميل للمنتجع الذي يقطنونه، فيما كانت الأم واقفة ولاهية بالفرجة وابنتها بين يديها، وإذا بالمنطاد يميل قليلاً مع اتجاه الريح في الوقت الذي تحركت فيه الطفلة تلعب فانفلتت في لحظة من بين يدي الأم وهم على ارتفاع ثلاثة آلاف قدم، ومن صدمة المفاجأة أغمى على الأم وسقطت بداخل المنطاد، وجزم الأب أن ابنته قد (تقطعت) قبل أن تصل إلى الأرض، والغريب الذي يكاد يقترب من الخيال، أن الصغيرة وقبل أن تصل إلى الأرض بثوان هبت موجة هواء معاكسة ومرتفعة، وبما أن حجم الطفلة صغير ووزنها خفيف فقد أبطأت من سرعتها، وساعدها الحظ أيضاً ان سقطت على مظلة كان عجوزان يتناولان افطارهما تحتها، ولم يشعرا إلا والطفلة تنزلق من فوقها وتسقط امامهما، والغريب أنها سقطت وهي تضحك، تعتقد المسكينة أن المسألة لعبة ـ وهي بالفعل كانت لعبة، لأن الحياة هي هكذا.

[email protected]