لقمة الثمانية: من أجل أطفالنا.. نعم لمكافحة الاحتباس الحراري..!

TT

أستطيع القول بأني قد جعلت ولاية كاليفورنيا تتعهد بأن تكون في طليعة الجهود العالمية المتجهة لمكافحة الاحتباس الحراري. فبحلول عام 2010 سنقلل الغازات المسببة للاحتباس الحراري الى المستويات التي كنا ننتجها عام 2000 . وبحلول عام 2020 سنقللها الى مستويات عام 1990، وبحلول عام 2050 ستقلل كاليفورنيا الغازات المسببة للتلوث بنسبة 80 في المائة بالمقارنة مع مستويات عام 1990 .

ولكن بعض الناس يسألونني «أرنولد، مع كل المشاكل الملحة في كاليفورنيا، وأجندة اصلاحك المهمة، وعجز الميزانية، لماذا تهتم بالاحتباس الحراري؟» وأجيبهم بأن لدي مليون مبرر، وهو نظري لأطفال كاليفورنيا وبينهم أطفالي الأربعة.

والى ذلك، ففي المقابل أقول أيضا، ان الجدل قد انتهى. فنحن نعرف العلم ونرى التهديد. فالاحتباس الحراري والتلوث واستهلاك الوقود المستخرج من باطن الأرض، هي تهديدات نراها هنا في كاليفورنيا وفي مختلف أنحاء العالم.

ويظهر العلم ان التلوث الذي يتسبب فيه الانسان قد أضاف أكثر من 50 في المائة للمستوى الطبيعي من ثاني أكسيد الكاربون. وحتى اذا أوقفنا اسهامنا في هذا التلوث غدا، فإن الأمر سيستغرق عقودا حتى يشفى كوكبنا. وفي غضون ذلك سيشهد أطفالنا آثارا ضارة على الثلج المتكون في جبال سييرا نيفادا، وهو الذي يقلل من احتياطيات المياه السنوية، وتآكل الأراضي الساحلية القيمة، وفيضان الأراضي الزراعية القيمة في الوادي المركزي، وطائفة واسعة من الآثار الصحية المرتبطة بالتغيرات في درجات الحرارة الفصلية.

وهذا هو سبب تكريسي لطاقاتي من أجل تغيير هذه الاتجاه عبر تحقيق أهداف تعتمد على كثير من البرامج. سنقلل الغازات المنبعثة من السيارات ابتداء من عام 2009 في اطار قانوننا الخاص بغازات الاحتباس الحراري، ومن مشاريع الطاقة الكهربائية، عبر الحصول على مزيد من كهربائنا من مصادر متجددة نظيفة، في اطار «معايير المحفظة المتجددة» التي تعهدت بتطبيقها قبل سنوات كثيرة، مما هو متوقع حاليا، ومن البنايات والبيوت التي تنبعث منها الأدخنة كما تتطلبه مبادرة البنايات الخضراء التي أطلقتها.

والى ذلك أيضا، فسيساعد برنامجي الخاص بإقامة مليون سقف شمسي، والحصول على المزيد من الطاقة من مخلفات المزارع ومصادر طبيعية اخرى، بصورة كبيرة في خفض كمية الغازات المتسببة للاحتباس الحراري، كما سيساعد في نفس الوقت على التخلي عن اعتمادنا على مصادر محدودة للتزود بالطاقة. يضاف الى ذلك اننا وبسرعة سنجعل من حوالي 700000 مركبة في الولاية، من اكثر المركبات نظافة ومحافظة على البيئة على مستوى الولايات المتحدة.

فالهيئة التي أنشأناها لمساعدة مختلف الجهات على تحسين فعالية الطاقة، وتقليل كميات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ستساعد بدورها على تأسيس برامج للتعاون مع المناطق الأخرى، ومع مختلف شركات ولاية كاليفورنيا التي انضمت الى عضوية هذا المشروع المستقبلي.

أما الشركات التي تعمل على خفض الغازات المنبعثة المسببة للتلوث، فستساعد نفسها ايضا بتوفير النفقات، وهذه في حد ذاتها استراتيجية لها اثر ايجابي على اقتصاد الولايات المتحدة وبيئتها ايضا.

هذه الاستراتيجيات وغيرها من الاستراتيجيات الأخرى، والتي طورتها الهيئة المشار إليها، ستؤكد على تحقيقنا للأهداف القصيرة والبعيدة المدى طبقا للجدول الذي وضعناه. ولا شك ان كاليفورنيا لا يمكن ان تقلب معادلة التغير المناخي بمفردها. فعندما التقيت رئيس الوزراء الياباني كويزومي تحدث معي حول التزام اليابان ازاء العمل مع الحكومة وعملاء خاصين لمكافحة الاحتباس الحراري.

وأخيرا، فما أود قوله هنا، هو انني اتطلع الى العمل معه ومع قادة عالميين آخرين، الى جانب رؤساء بلديات وحكام ولايات آخرين في الولايات المتحدة، من أجل تنسيق جهودنا وتحقيق اكبر قدر ممكن من النتائج الايجابية.

وفي ذات السياق بوسع أي شخص مشاركتي في مناشدة الحكومة الفيدرالية الاميركية بغرض حثها على مضاعفة الجهود الرامية الى الاقتصاد في استهلاك الوقود بموجب برنامج «كاف» Corporate Average Fuel Economy. كما انه بوسع كل شخص مناشدة شركات الكهرباء بتوليد وتوفير طاقة نظيفة، مع المطالبة بأن تكون الطاقة المولدة من نار الفحم مستخلصة عن طريق احدث التقنيات.

وشاهد القول أخيرا، أننا واذا ما تعاملنا مع هذه المشكلة بصورة جادة وعملنا سويا لحلها، فسنضمن لأطفالنا مستقبلا واعدا في ولاية وعالم واعدين أيضا.

* الممثل السينمائي المعروف وحاكم ولاية كاليفورنيا،

خدمة غلوبال فيو بوينت

خاص بـ «الشرق الأوسط»