الإرهاب: وأين هي الفتوى المضادة؟

TT

حان الوقت لاصدار فتوى لاخراج اسامة بن لادن وأتباعه من ملة الاسلام. ونحتاج في الواقع، في الوقت الذي تنتشر فيه الاعمال الارهابية في مدن من نيويورك الى الدار البيضاء الى القاهرة الى لندن وشرم الشيخ، الى سلسلة من الفتاوى المضادة، تؤكد ان الاسلام لا يؤيد العنف ضد الابرياء، او ان الاسلام يدين مثل هذه الاعمال. وهذا ليس كافيا. بل نحتاج لاستبعاد حتى هؤلاء ممن هم بيننا من الذين يرون ضرورة الدفاع عن الاسلام بهذه الطريقة. واعتقد كمسلم اننا نحتاج الى الوضوح التام. ونحتاج للرد على الفتاوى التي تصدر باسمنا.

ويجب على المسلمين في جميع انحاء العالم تجميع شجاعتهم لرفض الارهاب، ويجب الاشارة الى ان الاسلام يحرم مثل هذه الاعمال. ومثلما يصف بن لادن وجماعته المسلمين المعتدلين بأنهم اتباع الغرب وكفار، لقد حان الوقت ان تكفر القيادات الاسلامية بن لادن نفسه، وإذا ادان الاسلام ذلك، فيجب اصدار فتوى صريحة من مراكز الفقه الاسلامي، أي من الازهر ومن مكة تدين بن لادن واتباعه باعتبارهم خارج حظيرة الاسلام. وقد حان الوقت ايضا لسحب اسم المسجد من مكان يجري فيه اعداد قنابل مولوتوف.

لقد اعد ارهابيو ليدز مؤامرتهم داخل مسجد ووضعوا لوحات خارج المسجد تشير الى انهم يؤدون الصلاة. يصلون لمن لله ام للشيطان؟ ويجب على المسلمين اعلان مثل هذه الاماكن انها اماكن لأفعال الشر وليست مساجد. واعرف ان هناك من سيجادل بأنه يجب على المسلمين المعتدلين السيطرة على تلك المساجد، وهو امر غير مرجح. يمكن للمسلمين المعتدلين مقاطعة مثل هذه المساجد. فهم لا يتحلون بالجرأة الكافية للسيطرة على تلك المساجد من الارهابيين. واذا ما تحول مسجد الى مكان يجري فيه اعداد قنابل مولوتوف، فلم يعد مسجدا. ويجب معاملته كموقع جريمة. ان المساجد اماكن للعبادة واذا لم تعد كذلك فلم تعد تتمتع بحرمة.

لقد جاء في النصوص الدينية الإسلامية أن الأرض كلها جعلت مسجدا وطهورا. كما ذكر ايضا ما معناه انه يجب معاقبة الذين ينشرون الدمار في الارض، ويجب قطع ايديهم وأرجلهم، وهو رمز لمدى حدة العقاب. وبالرغم من ذلك فإن بعض المسلمين يؤيدون بن لادن. وبعض الصحف ومحطات التلفزيون مثل الجزيرة تؤيد، عمليا، بن لادن واتباعه.

والرسالة التي وجهت وتوجه عمليا الى اسامة بن لادن وأتباعه تتلخص فيما يلي: «انك تفعل بالغرب ما نريده ولا نستطيع ان نفعله». هذه هي الرسالة المستترة التي لا يعلمها الغرب. ومن هنا وما لم تمارس ضغوط على المسلمين في كل أنحاء العالم كي يصدروا فتاوى مضادة وإعلان هؤلاء كأشخاص منبوذين، لن يحدث شيء يذكر في مكافحة الارهاب. وما لم تصدر هكذا فتاوى في المقابل، سيظهر المسلمون في نظر العالم وكأنهم يؤيدون ضمنا الارهابيين. المسألة ليست مسألة ظهور فقط. التقيت وتحدثت مع عدد كبير من المسلمين، خصوصا في الغرب، الذين يدينون العنف علنا، لكنهم في الأحاديث الخاصة يقولون ان «الغرب يستحق ذلك». كما انهم يتحدثون علنا حول ان ما يحدث يأتي كانتقام لما يجري في فلسطين والعراق، لكنني لم اسمع في احاديثهم الخاصة سوى الكره الأعمى الذي يدفعه الاحساس العدمي بالتدمير، وهو فيروس بات يسيطر على كثير من العقول المسلمة، خصوصا وسط الذين يعيشون في الغرب. أدان كثيرون اسامة بن لادن، إلا ان هناك كثيرين ايضا لم يصدروا للأسف أي نوع من الإدانة له. يعيش معظم هؤلاء في اوروبا والولايات المتحدة. انهم ليسوا خلايا نائمة كما يطلق عليهم بعض السذج في الغرب، إنهم يشكلون خلايا مستيقظة، وعلى استعداد لتوجيه ضربة في أي وقت.

ليس من المفيد بالطبع ان يوجه شخص «طيب» مثل رئيس بلدية لندن، كين ليفينغستون، الدعوة الى يوسف القرضاوي. كما ليس من المفيد ايضا أن يوجه توني بلير وجورج بوش الدعوة للذين من المحتمل ان يصبحوا ارهابيين في المستقبل، لحضور اجتماعات في مقر الحكومة البريطانية والبيت الابيض. لعله من المحزن ايضا ان تستضيف وسائل الإعلام الغربية، خصوصا سي ان ان وبي بي سي ناشطين اسلاميين يؤيدون الإرهاب، وتتعامل معهم كونهم خبراء ومحللين.

فقد لاحظت منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 السذاجة الغربية في مجال الإعلام وعالم السياسة والسياسات. جورج بوش نفسه التقطت له عدة مرات صور مع ارهابيين او ارهابيين محتملين. فلنحسب عدد المرات التي استقبل فيها البيت الأبيض ووزارة الخارجية الاميركية عبد الرحمن العمودي، الذي دبر محاولة اغتيال ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز.

شيئان فقط يمكن ان يوقفا الارهاب، ويمكن تلخيصهما في إصدار فتاوى بإخراج اسامة بن لادن ومؤيديه من الإسلام وضرورة توقف الغرب عن سذاجته حول الاسلاميين المعتدلين. ليس هناك اسلاميون معتدلون. هناك مسلمون عاديون يعيشون حياة عادية وهناك ارهابيون، مثلما هناك من يحتمل ان يصبح ارهابيا في المستقبل.