شائعات تجعل الحبة قبة!

TT

هناك نوعان من الشائعات: شائعات سمعية وشائعات بصرية، فالشائعات السمعية هي أن نسمع حكاية ونتناقل هذه الحكاية ونضيف إليها.. وبذلك تصبح الحبة قبة ـ كما يقول المثل، وتظل هذه الشائعة تكبر حتى يؤكد الناس انهم سمعوها من مصدرها الحقيقي.. وقد يمضي وقت طويل قبل أن نكتشف أنها خرافة لا أساس لها.

وهناك شائعات بصرية، فقد أشيع في القاهرة أن «برج الجزيرة» يوشك أن يقع، وقد حدث في إحدى مباريات كرة القدم بالقرب من البرج أن رأى الناس أن البرج يوشك أن ينهار فوقهم فهربوا وبقي البرج راسخا كما هو.. وأشيع أيضا أن فندق هيلتون رمسيس قد مال بسبب أن الأرض قد مالت تحته.. وجاء الناس من كل مكان يتأكدون بانفسهم ان الفندق قد مال، ولم يحدث شيء من ذلك، وان الفندق قد أقيم على أسس علمية ثابتة.

وكانت لي تجربة شخصية، فقد رويت قصة ثلاثة من كبار المستشارين في مصر أثناء عودتهم من مطار القاهرة أن رأوا سيدة تعترضهم وشعرها مبلل منكوش، فخلع أحد المستشارين البالطو ووضعه على كتفيها ثم ذهبوا إلى حيث أرادت وظلوا ينتظرونها حتى تبعث لهم بالبالطو، ولكنها لم تفعل فراحوا يدقون الباب فخرج لهم رجل كبير في السن يسألهم، ثم دعاهم إلى الجلوس وأشار إلى صورة على الحائط فقالوا إنها صاحبة الصورة.. وكانت المفاجأة أن صاحبة الصورة قد ماتت منذ عشرين عاما.. ثم ذهب بهم إلى المقابر ليجدوا البالطو فوق قبرها..

وأصيب سكان القاهرة بالفزع ولم يعد أحد يمشي أو ينطلق بسيارته في الشارع الذي وقع فيه هذا الحادث الغريب..

أما الذي حدث في كثير من المدن المصرية.. أن حكى الناس مئات الحكايات لفتيات وقفن بملابس مبللة وان كثيرين ذهبوا إلى بيوتهن ووجدوا الفساتين والبلاطي والأحذية في المقابر.. نفس الحكاية تكررت اكثر من مائة مرة..

وكنت الاحق الناس بالمصورين، وكان الناس يؤكدون انهم رأوا وسمعوا وقالوا وقيل لهم..

وظهرت حالات التسمم في المدارس المصرية بعد أن نشرت الصحف أن حالات تسمم قد ظهرت في نيجيريا.. حيث اغلقت المدارس، ولكن ثبت علميا وطبيا أن الأطعمة ليست سامة لا في مصر ولا في نيجيريا.. وانه لا داعي لفتح المستشفيات واغلاق المدارس.. وانما هي شائعات بصرية وسمعية معا!