لولا أصبعه الصغيرة!

TT

هناك لوحة رائعة تظهر فيها العناية الالهية ولها أصبع، والأصبع قد اخترقت المادة والفوضى والعدم فكان هذا الكون، كل شيء بدأ بلمسة أصبع، شيء عجيب.

تذكرت ذلك عندما ذهبت إلى معهد (كول ـ مبارك) في مدينة 6 أكتوبر، وكان من ضمن الزوار أطفال مدرسة، وأحاط بنا الأطفال، ولكن طفلاً أمسك يدي، لا أعرف لماذا، وقد حاولت أن أفلت من قبضته الصغيرة فلم أستطع، وسألت المشرفة على هذه المدرسة، قالت: هذه هي المرة الأولى لهذا الطفل أن يتخذ هذا السلوك.

وكانت لمسة أصبع الطفل هي بداية تشريعات انسانية في الدرجة الأولى، فالطفل لقيط، وفي شهادة ميلاده يكتبون: طفل مجهول، مكان مولده: تحت احدى السيارات، وصفة: لقيط!

أعوذ بالله!

أليس هذا انساناً، أليس هذا مواطناً، انه مجني عليه، انها غلطة أبوين، وليست غلطته، وذهبت إلى صديقي وبلدياتي الوزير طلعت حماد، وبعد يومين صدر قرار بأن أي طفل لقيط يجب أن يكون له اسم ثلاثي، وان تكون له مدينة قد ولد فيها، وأن تحذف نهائياً كلمة لقيط، لأنها مهينة للطفل ولنا في نفس الوقت!

وتغيرت كل شهادات الميلاد، فلأن أي طفل هو مواطن صالح، لا بد أن يكون له أب وأم ومكان!

وفوجئت بمأساة أخرى، انهم أحياناً يجدون أطفالاً صغاراً تائهين، والطفل يعرف اسمه هو ولا يعرف اسم والده وأمه، ولا يعرف عنوان بيته، وفي الأوراق الرسمية يكتبون: انهم اختاروا له اسماً، ولكن الطفل تائه، مجهول الأب والأم، أو انه لقيط.

وعدت إلى الوزير طلعت حماد وزير المتابعة في حكومة د. كمال الجنزوري، وصدر قرار فوري بأن كل طفل تائه يجب أن يكون له اسم ثلاثي، وأن يكون له تاريخ ميلاد ومكان ميلاد، فهو مواطن له كل حقوق المواطنين!

وكان السبب لمسة من أصبع طفل مسكين!