دولة الفلوس

TT

الفلوس هي كل شيء في الولايات المتحدة. انها مقياس العبقرية والنجاح في الحياة ومادة الاحلام وملتقى الحب والغرام وغاية كل الانام.

وعلى هامشها، نلتقي بشتى المفارقات المضحكة منها والمبكية. ما حدث قبل ايام في سانت يدخل من باب المبكي. بيد ان ما جرى في كنساس يدخل ويخرج من باب المضحك. وهو ما اوردته مجلة لورنس جورنال وورلد في 26 يوليو الماضي حين اوردت هذا التقرير:

«تحدث المستر ازكيال روبتم الى الصحافيين فقال: انني لست مريضا ولا مختل العقل ولا أشكل خطرا على احد. ولكنها قدمي واعتقد ان من حقي ان افعل بها ما اشاء. لقد ولدت بقدم يسرى مشوهة. واصيبت في اوائل هذا الصيف بالتهاب شنيع في العظام بحيث قررت قطعها والتخلص منها. وهو ما فعلت. ولكنهم في المستشفى سألوني ما إذا كنت ارغب في الاحتفاظ بها. فقلت لهم نعم، اريد الاحتفاظ بها. فوضعتها في سطل مليء بمحلول الفورملهايد هنا في مدخل البيت. وكنت افرج المارة عليها. لم اتصور قط ان ذلك يؤدي لأي مشكلة حتى جاءتني الشرطة وألقوا القبض عليّ. قالوا انهم سيأخذون القدم ايضا كدليل جرمي محتمل».

«افاد ناطق باسم الشرطة، العريف دان وارد فقال: «عندما اخبرنا الجيران عن هذه القدم، اقتضى علينا ان نحقق في الموضوع ونبحث ما اذا كانت هناك جريمة في الامر. لقد حجزنا السطل مساء يوم السبت واعتقلنا المستر روبتم. وكل ذلك رغم اننا رأيناه مقطوع القدم بالفعل. فذلك لا يعني ان القدم التي في السطل هي قدمه. هكذا أبقيناه في السجن حتى يوم الاثنين عندما اخذناه الى مستشفى لورنس التذكاري.

اخذنا منه تخويلا يحمل توقيعه ليسمح لنا بالاطلاع على اوراق مرضه. لقد فحص احد الاطباء من قسم الباثولوجيا حالة القدم للتأكد من انها لا تشكل خطرا على احد. وبذلك اعدنا القدم اليه. وأغلقنا القضية».

«تحدث ناطق رسمي من المستشفى، الدكتور كارن شوميت فقال: هذه ليست قضية غريبة. فلكل مريض الحق في ان يحتفظ بالأجزاء المستأصلة من جسمه بعد قطعها إذا عبر عن رغبته في الاحتفاظ بها. هناك بعض النساء اللواتي يطالبن بالاحتفاظ بأرحامهن بعد استئصالها جراحيا. وهناك كثير من الناس الذين يطالبون بالاحتفاظ باللوزتين او بالزائدة الدودية او بمصارينهم. لم يكن من المعتاد ان يطالب احد بالاحتفاظ برجله. ولكن هذا من حقوقهم الشرعية. فهي تخصهم. وبعد ان عرض المستر روبتم قدمه للصحافيين، اضاف قائلا: «لا يستطيع اكثر الناس ان يقولوا ان لديهم قدما محفوظة في سطل فورملهايد. ولكنني اخذت اشعر بالملل والتعب من عرض قدمي للمشاهدين مجانا. لقد سبق لي ان قطعت منها اصبعين اعطيتهما هدية لاثنين من اصدقائي. ولكنني اعتبارا من اليوم سأتقاضى دولارين من كل راغب في التفرج على قدمي المقطوعة».