«إكراهات» القراءة و«جهوية» التعبير عن «إطارات» الأمة

TT

لا أعتقد أن كثيرا من القراء قد فهم العنوان. وهذه قضيتي اليوم. ففي كثير من القصص التي تنشرها الصحيفة، خصوصا من دول المشرق العربي، يتم استخدام ألفاظ مناطقية صرفة يصعب على القارئ في الرياض، او العراق، او القاهرة فهمها. وفوق هذا وذاك، فإن استخدام تلك المفردات هو تعد على اللغة العربية، التي تعاني من انتهاكات صارخة في عالمها العربي نفسه.

وفي ذلك ايضا تعد على أسلوب الصحيفة وهذا ما يهمني هنا. فلابد ان للصحيفة سياسة، ومصطلحات تم الاتفاق عليها، وعلى أسرة التحرير، محررين ومراسلين التقيد بها. والأمر مزعج خصوصا عندما يبرز في العناوين. فمثلا في عدد «الشرق الأوسط» الصادر في 15 اغسطس (آب) من هذا العام كانت هناك قصة عن خطاب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وجاء في أول سطر في الخبر «في خطاب ألقاه امام إطارات الأمة دعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الجزائريين أمس...» الى آخر الخبر. والمقصود بإطارات الأمة هنا كوادرها!

ايضا في العدد الأخير من ملحق الاعلام وفي قصة «المغاربة يقرأون صحف الغد.. مساء أمس» اشتملت القصة على مفردات مثل «إكراهات» و«جهوية» اي على مستوى البلاد.

هذا الامر تداولته مع نائب رئيس التحرير، وكان رده ان هذه القضية طرحها رئيس التحرير في اجتماع الاسبوع الماضي، بشكل سريع مع هيئة التحرير، وأنها موضع نقاش في بحر الأسبوع القادم. ولا يقتصر الأمر على المفردات المناطقية، حسب تعبير نائب رئيس التحرير، بل إن الأمر سيطال استخدام المفردات الانجليزية دون تعريبها وبشكل غير مبرر.

نائب رئيس التحرير يعزو ذلك الى اجتهادات فردية، ليس من السهولة ملاحظتها وقت الاعداد للصحيفة يوميا، لكنه يرى ان الأمر لم يصل الى درجة الخطر، وانما هو في مرحلة «لفت النظر، وتنبيه بعض الزملاء». وبالنسبة للمراقب الصحافي فالإقرار بوجود الأمر والشروع في تعديله هو المطلوب.

وهذا في ما يختص باللغة، ولكن هناك امر آخر بالغ الأهمية، صحافيا، وهو الاشارة الى مصادر «مطلعة»، و«خاصة» ومصدر «فضل عدم ذكر اسمه» في بعض القصص التي تظهر في الصحيفة من وقت لآخر.

في مراسلة بيني وبين رئيس تحرير «الشرق الأوسط»، طارق الحميد نبهني الى هذا الموضوع قائلا «ليتك تراقبه جيدا في الصحيفة ولك كامل الحق في انتقادنا وتصيد عثراتنا، او اسرافنا في استخدام تلك العبارات».

واضاف الحميد ان لديه قلقا من الأخبار التي تستخدم فيها تلك العبارات، حيث انه شرع في مناقشة هذه القضية مع الزملاء منذ فترة، وان هناك تنظيما خاصا لضبط المصادر وتوضيحها، خصوصا في أخبار لبنان والعراق الآن. وهذا ما سنراقبه في المرات القادمة.