في حاجة إلى نظرية كونية جديدة!

TT

إن كان عندك قليل من الصبر.. فأرجو أن تقرأ. قال لنا علماء الفلك في عمر هذا الكون حوالي 14 ألف مليون سنة. وصدقناهم.

وان هذا الكون بدأ بالانفجار الكبير. هذا الانفجار كان لذرة لامتناهية الصغر لا يستطيع أعظم المكبرات أن يراها.. ومن هذه الذرة الواحدة حدث «الانفجار الكبير».. ومن هذا الانفجار كانت كل الغازات والمادة التي في الكون: سحب من الغازات وسدم ومجرات ونجوم وكواكب. وبسبب هذا الانفجار أخذ الكون يتمدد، ولا يزال، بسرعة فائقة. وقالوا إنها ليست المادة التي تتمدد وإنما الفراغ. تماما مثل بالونة، ومن الغريب أن السدم والمجرات قد زادت سرعتها. ولكن ما الذي كان في الكون قبل هذا الانفجار؟ لا نعرف. وكيف حدث الانفجار؟ وما المعني؟ لا نعرف.

نظرية جديدة تقول: ولماذا انفجار واحد؟ لماذا لا يكون قد حدث مالا نهاية له من الانفجارات؟ ولماذا يكون هناك كون واحد.. لماذا لا يكون ألف مليون كون؟ هل من الضروري أن تكون للكون بداية ونهاية؟ الجواب: ليس من الضروري.. لأن مبدأ البداية والنهاية هو مبدأ إنساني.. أي مبدأ العقل الإنساني.

ولكن من قال إن الكون يمشي أو يجب أن يمشي وفقا لمبادئ العقل الإنساني؟!

كيف نفسر في الكون نجوما أقدم من نشأة الكون نفسه، أو بعبارة أخرى كيف نفسر أن رجلا له أولاد.. ومن بينهم أولاد اكبر منه في السن؟ فقد عثر علماء الفلك على نجوم عمرها اكبر من 14 ألف مليون سنة ـ أي من عمر الكون ـ إذن هي بقايا أكوان أخرى اقدم.

ما معني كل ذلك؟ المعنى أن نظرية «الانفجار الكبير» لا يمكن أن تكون هي النظرية المريحة للعقل.. ولا يمكن أن نقفل الباب في وجه مالا نهاية له من علامات الاستفهام.. لا بد أن نقول إن الله هو الذي بدأ هذا الخلق، وان البداية طاقة.. نور.. القرآن الكريم يقول: «الله نور السماوات والأرض».. والتوراة تقول: «ليكن هناك نور فكان النور».

أما عالمنا، أي المنظومة الشمسية، فهو يقع في القسم الجنوبي من مجرة اسمها (الطريق اللبني).. هذه المجرة بما فيها من ألوف ملايين النجوم هي واحدة من ألف مليون مجرة.. وهذه المجرة إذا قورنت بالكون نفسه فهي مثل حبة حمص ألقيت في أستاد لكرة القدم!