غياب البوصلة الأخلاقية

TT

ثلاثة من قادة الاسلام السياسي في الشرق الاوسط تسابقوا على إعادة قراءة تاريخ الهيلوكست بلغة تخلو من أي منطلق اخلاقي او انساني.

بدأ احمد نجادي الرئيس الايراني بانكار المذبحة التي تعرض لها اليهود، ولحقه خالد مشعل زعيم حماس الذي اعاد خلال زيارته لطهران نفس الاسطوانة، والان يتسابق على هذه الاطروحة المرشد العام للاخوان المسلمين في مصر.

انكار المحرقة اليهودية هو عملية تبرئة لأدولف هتلر لا يجوز ان يتطوع اسلاميونا للقيام بها. وهي تشبه انكار اريل شارون لصبرا وشاتيلا، رغم انه شارك فيها بيده، وهي تشبه انكار سلفه مناحيم بيجن لمذابح دير ياسين وهو الذي شارك فيها، وهو استمرار لانكار المتطرفين الاتراك لمذابح الارمن، وهي استمرار لانكار صدام حسين في محكمته لمذابحه الجماعية.

علينا ان نفرق بين تعرض الابرياء اليهود للموت وبين استغلال الحركة الصهيونية للهيلوكست والمتاجرة بدماء اليهود بهدف اقامة دولة صهيونية مارست نفس الاساليب التي مارستها النازية ضد الابرياء الفلسطينيين. وعلينا ان نعترف بهدف اصلاح انفسنا ان الصهيونية استثمرت مذابح اليهود وتاجرت بها، ونسجت حولها المبالغات بهدف الابتزاز السياسي، بينما لا تقوم مؤسسة عربية او اسلامية محترفة بالتوثيق لمذابح الفلسطينيين وتقديمها للعالم. وبينما تقوم احزاب سياسية عربية بانكار مذبحة حلبجة الكردية والمقابر الجماعية لصدام حسين، بل تبحث لها عن مبررات!!

الاطروحات السياسية الاسلامية حول الهيلوكست تستهدف دغدغة عواطف الناس على حساب سمعتنا امام الناس، وموقفنا الاخلاقي الذي يفترض ان يرفض تعرض الابرياء للموت بغض النظر عن اديانهم ومعتقداتهم، ولذلك يصرح نجادي بانكار المذبحة ليتلوه تصريح رسمي ايراني بأن الرئيس «لا يقصد ذلك، وانه كلام اكاديمي فقط» ثم بعد 24 ساعة من تصريحات المرشد العام للاخوان تبدأ التصريحات والانكار وبأن المرشد قال ما قال «في معرض نقده للديمقراطية الغربية»!!

لدينا مشكلة اخلاقية، عنوانها اننا لا نريد ان نعترف بها!!