لماذا لا ينصت الرجل السعودي!

TT

تظن بعض النساء الخليجيات أن الرجل اللبناني أحسن.... «قليلا» من الرجل الخليجي ـ أرجو ألا تستعجلوا «حلمكم علي قليلا» ـ واللبنانية تظن أن الرجل الفرنسي أفضل بكثير من الرجل اللبناني، والمرأة الفرنسية تظن أن الرجل من كوكب زحل قد يكون أفضل من الرجل الفرنسي.

ونفس الشيء كل النكات التي تصلني تقول إن السعودي يعض أصابعه ندما عندما يزور لبنان شاتما الاستعجال في اتخاذ قرار الزواج، واللبناني يظن أن المرأة اليابانية أفضل من اللبنانية بأدبها وطاعتها ومرونتها وحسن تدبيرها.

لكن «آلان وبابزا بيز» مؤلفي كتاب «لماذا لا يستطيع الرجال أداء أكثر من مهمة في وقت واحد ولماذا لا يستطيع النساء الصمت» يثبتان لقرائهما أن كل الرجال وإن اختلفوا في أزيائهم الظاهرة إلا أنهم واحد، وأن النساء وإن اختلفن في أوزانهن فهن في المضمون واحد. فكل الرجال يكرهون عبارة «نحتاج إلى الحديث في علاقتنا». هذه الكلمات الخمس كما يقول «بيز» تنزل الرعب في قلب كل الرجال حتى «سوبرمان». والمرأة حين تغضب من الرجل تعاقبه بالصمت بينما الرجل ينظر للأمر وكأنه منحة يحصل من خلالها على قدر من الهدوء والسلام.

والمرأة تنظر للحديث كهدف لتكوين علاقات وتكوين صداقات وليس حل مشاكل، بينما يعني الحديث للرجل تقرير حقائق وإيصالها للآخرين، لهذا فإن متوسط مكالمة الرجال يقدر بثلاث دقائق بينما متوسط المكالمة الهاتفية للمرأة تقدر بـ18 دقيقة.

والمرأة لا تركز في عملها حين تشعر بالتعاسة، بينما الرجل لا يركز في علاقاته مع الآخرين حينما يكون تعيسا بل ويستغرق في عمله هربا من مشاعره المؤلمة. ولهذا فإن المثل الذي اشتهر بنصفه الأول فقط بأن وراء كل رجل عظيم امرأة ليس صحيحا بل ربما يكون تكملته «امرأة تنكد عليه وتحثه على الهروب منها إلى العمل».

والمرأة تعترف بأخطائها لكن الرجل يعتبر أن خطأه مجرد نقص في الكفاءة، والمرأة لديها ضعف في تتبع الخريطة، لهذا يقول الكتاب إن الخريطة بين زوجين تصل بهما لحافة الطلاق، ويقول لي زوجي كلما وصفت له مكانا «انه لا يحب عادة وصف الحريم!». رغم أنني عادة من يدله في كل مرة للطريق حتى ولو كنا ذاهبين لبيت أهلي.

حكايات المرأة والرجل في هذا الكتاب مسلية ومختصرة بطريقة خفيفة تحليها بعض الرسوم الكاريكاتيرية المضحكة التي سأختم بأحدها الذي تعبر عن بماذا ينشغل الرجل وبماذا تنشغل المرأة. في الرسم صورة زوجين يتمددان على السرير.. الرجل يحدق في ذبابة في الهواء ويفكر: «أنني أتعجب كيف يستطيع الذباب الطيران بالمقلوب»!

المرأة بجانبه تفكر: إنه لا يشعر حتى بوجودي. لا اعتقد أنه سيظل يحبني. إنه ممدد بجانبي ولا يشغله سوى التفكير في المستقبل، إنه يتساءل ويخطط ويقلق»!

آمل أنني أقنعت الخليجيات بأن الرجل اللبناني ليس أفضل من السعودي وأن المرأة السعودية ليست اللبنانية بأفضل منها، وإن كانت قراءة الكتاب قد تساعد في تعزيز مثل هذه القناعة، لكن أود أن أحذركم بألا يطلب مني أحد إعارته الكتاب كما يفعل بعضكم أحيانا ولا يسألني أن أدله على مكان اقتنائه، وهذا لا يدخل ضمن صفات المرأة بل لأنه كتاب مستعار ودمتم سالمين!

[email protected]