إحذر نيران صديقك تشيني

TT

دك تشيني نائب الرئيس الاميركي كاد ان يقتل صاحبه في رحلة صيد ترفيهية، وانتهى حاليا يعالج في العناية المركزة من اصابات طلق ناري. تشيني كان يوجه نيران بندقيته الى طير عابر، عندما رش صديقه الذي أصيب اصابات بالغة.

وتشيني اليوم بضاعة رائجة لأصحاب البرامج الفكاهية، كما كان جيرالد فورد في زمن رئاسته للولايات المتحدة. قيل حينها انه لا يعرف كيف يؤدي عملين في وقت واحد، كالمشي ومضغ العلكة، خاصة بعد تعثره في سلم الطائرة نازلا، وقيل انه كان يمضغ علكا حينها.

وتشيني فعلا قصة غريبة، فهو اكثر خبرة ومعرفة من رئيسه الذي يصغره بنحو ربع قرن ، لكنه لم يثبت انه افضل في اتخاذه للقرارات، خاصة الخطيرة. تشيني الأقل حبا للرياضة ممن سبقه من نواب رؤساء الجمهورية انتهى في المستشفى عدة مرات، وظن في اكثر من مرة انه لن يعود من عمليات القلب التي اجريت له. ومن الصدف الغريبة ان الرجل الذي كاد يقتله تشيني وهو يحاول اصطياد عصفور طائر، تعرض لنوبة قلبية اضافة الى رشق من الطلق الناري.

وبسببها تحول نائب الرئيس محل تندر الإعلام لأن قصة استهدافاته الخاطئة، تطابق فصول حياته الأخيرة عندما اصابت قراراته العديد من المقربين. فهو الآن متورط، ومعه الحكومة، في قضية تسريب اسم عميلة. يقال انه امر بإفشاء اسمها من قبيل احراج زوجها، وهو احد خصومه، فورط نفسه ورفاقه في الادارة. فضح السيدة يعد جرما فيدراليا.

يتهم تشيني كذلك بأنه المحرض على إطلاق نار حرب العراق. كان الهدف في اساسه اصطياد بن لادن لكنه اصاب صدام حسين. وان صدقت الروايات فان أسوأ استهدافاته الخاطئة تبنيه افكار احمد الجلبي، الوزير والمعارض العراقي الأول، الذي هداه الى فكرة القضاء على المعارضة بحل الجيش والأمن وطرد البعثيين من سلك الدولة العراقية فور احتلال العراق، فتسببت فكرته في ظهور ثلاثة ملايين عدو مدرب على الحروب. وبسببها انتهت الولايات المتحدة بين مطرقة المقاومة السنية وسندان الحكومة الدينية الشيعية المعادية أصلا هي الأخرى للولايات المتحدة. ويستحق ذلك القرار جائزة أغبى القرارات في التاريخ، حيث أدى الى سلسلة من الأزمات المتعاقبة، وستؤول اخيرا الى خروج من العراق بغير ما كانت تتمناه واشنطن.

وبعيدا عن السخرية قليلا، فان تشيني يلام كثيرا على سوء ادارة رئيسه للعديد من القضايا التي اعطى نائب الرئيس صلاحيات كثيرة في ادارة الأزمات الخارجية، على غير المألوف في النظام الرئاسي الاميركي الذي يترك للرجل الثاني التعازي والتهاني ويجلس رئيسا في الاحتياط ، يأخذ مكان الرئيس لو غاب او عجز عن الحكم. عرف الرجل بأنه أجرأ نائب رئيس، او لنقل أجرأ على ارتكاب اكبر الاخطاء وأكثرها خطورة.

[email protected]