لم نعرف إلا من عامين فقط كيف مات الملك الفرعوني توت عنخ آمون، فقد استراح الآثاريون إلى أن الكدمة الموجودة في الجمجمة هي نتيجة ضربة بآلة حادة قضت على الملك الصغير، ولكن أثبتت الأشعة والطب الشرعي الحديث أن الملك لم يمت مقتولا، وإنما لمضاعفات مرضية.
ولكن أحدا منا لم يعرف ما هذه العلامة الحمراء على جبين أستاذنا العقاد، فأنا قد استدعيت لأراه في لحظاته الأخيرة، فوصلت من بيتي في الزمالك إلى بيته في مصر الجديدة في نصف ساعة أي بعد وفاته بعشر دقائق، ولا يمكن أن يكون بسبب سقوطه من السرير، فالسرير يعلو على الأرض بأقل من نصف متر.
وبعد أربعة قرون من وفاة أمير الشعراء الإنجليزي شكسبير الذي توفي عام 1616، اكتشف العلماء أن عبقري الشعر قد توفي لأسباب أخرى، ولم يترك العلماء والباحثون شيئا في حياة هذا الشاعر العظيم إلا ووجدوا لها جوابا ـ فهل هو الذي نظم شعره؟ قالوا شاعر آخر، وقالوا فيلسوف آخر، وتساءل بعض الباحثين إن كان شكسبير هذا قد وجد، أو أنه أسطورة؟ هل هو زوج، هل هو أب، هل كانت له عشيقات، هل كان سويا، لماذا يموت في هذه السن الصغيرة (52 عاما) مثل نابليون وعبد الناصر؟ هل كان مريضا، وما مرضه؟
اهتدى العلماء الألمان والأطباء الشرعيون إلى تفسير لغز العيون والدمل فوقها، موت شكسبير كان من شيء لم يخطر على البال، فقد قارنوا كل صور شكسبير وكل ما كتبه عنه معاصروه وكذلك قناع الموت، وإذا بالعلماء الألمان يلاحظون أن عينه اليسرى عليها كيس دهني صغير، وهذا الكيس ظهر في بعض الصور، واهتدى الألمان إلى أن الشاعر قد مات بسبب كيس سرطاني ظهر في العين اليسرى، وليس صحيحا أنه مات بسبب الإفراط في الشراب والجنس في ليلته الأخيرة من حياته.
والملكة الفرعونية الجميلة نفرتيتي، صاحبة أجمل عنق وأجمل عينين وهي جميلة الجميلات في التاريخ القديم كله، أما سر نفرتيتي فإن عينها اليسرى لم تكن في مكانها، وإنما كانت إلى جوارها عندما عثروا على تمثالها وانفتح بذلك باب الاجتهادات، في تفسير لغة هذه العين.
وقالوا إن الفنان لم يكد يضع العين في محجرها حتى هاجمه اللصوص فترك التمثال دون أن يكمله، وقيل إن اللصوص شرعوا في السرقة عندما هاجمهم لصوص آخرون، وقيل إنها بداية أسطورة جديدة، وهي أن الدنيا لا تساوي أن يراها الإنسان بعينين، وإنما واحدة تكفي. وقيل إنهم الفراعنة كان من آمالهم أن يخترعوا قطع غيار للجسم الإنساني، وبدأوا بالعين، وقيل إن الإنسان عندما يبعث حيا، تكون العين هي آخر ما يظهر في جسمه، والملكة نفرتيتي حرة أن ترى العالم الآخر بعين أو باثنتين!