القمة العربية.. النجاح بالمقاطعة

TT

بدأ التحضير للقمة العربية وبدأت الأسئلة التقليدية وغير الجدية.. من سيحضر ومن سيغيب.. من هو الراضي ومن هو الغاضب؟ هل هناك مفاجأة ليبية في القمة؟ وهي كلها أسئلة طرحت في المؤتمر الصحفي للامين العام السيد عمرو موسى في الخرطوم الذي نفى ان تكون هناك اعتذارات من القادة.

شخصيا نعتقد ان الزعيم الذي يغيب عن القمم العربية سينظر اليه بشكل اكثر جدية ممن سيحضر. فالجميع يعلم ان القمم العربية اصبحت جزءا من ديكور العمل السياسي العربي، وفرصة لندب الحظوظ، والبكاء على اللبن المسكوب، والتعاطف اللفظي مع «اخوتنا في العراق وفلسطين»!! وليت اكثرية القادة العرب تقرر مقاطعة القمة وعدم حضور أية قمة اذا لم يكن هناك برنامج جدي، وآليات تنفيذ حفاظا على شيء من الجدية امام الشعوب العربية التي تتابع كثيرا من البرامج التلفزيونية اكثر من متابعتها للقمم العربية التي لا تقدم ولا تؤخر.

ليست هناك أمة تمارس الضحك على نفسها، وتمارس تكرار اخطائها بكثير من السلبية كما نفعل نحن في هذه الأمة المنكوبة بالخطبة عن الفعل، وبالشكليات عن الامور الجدية، وبالمجاملة عن المصارحة، وبقول الحقيقة لبعضنا البعض، بدل هذا الكلام الخطابي الممل الذي نكرره منذ خمسين سنة.

عندما توصل العرب الى مشروع تحويل القمة الى مؤسسة، وعندما طرحوا مشروع عقد قمم دورية ببرامج محددة، وعندما ارتفعت وتيرة المناقشات حول اهمية تغليب الاقتصاد على السياسة، وربط المصالح المشتركة للشعوب كان هناك امل بالخروج من نفق الاجتماعات الشكلية ومعالجة الامور بجدية، لكن حليمة عادت الى عادتها القديمة، وعادت الصراعات والخلافات «وكأنك يا بوزيد ما غزيت»!!

كل ما نتمناه ان تنجح قمة العرب الجديدة بمقاطعة اكثرية القادة وبربط مشاركتهم القادمة بوجود جدول عملي، وجدية وآليات واقعية، ونعرف اننا نتمنى المستحيل، لكن الانسان لا بد ان يعيش على الأمل.