اطلعت على ما طرحه الكاتب القدير حسين شبكشي في زاويته يوم الخميس، مطلع ربيع الأول الجاري والمعنونة بـ«حملة سياحية.. غير!»؛ حيث أجاد في تناوله موضوع السياحة السعودية ووضع يده على النقطة الأساسية، التي نعمل بشكل حثيث وملح على أن يدركها جميع أفراد مجتمعنا العزيز، وهي أن السياحة تتجاوز كونها مجرد «وسيلة» للترفيه إلى مجموعة من «الأبعاد» المتداخلة اجتماعيا وتربويا وثقافيا، واقتصاديا، للوصول إلى ثقافة مجتمعية، تنعكس آثارها على الفرد والمجتمع. كما أن ثقافة الاستمتاع بأنماط السياحة بما يسهم في القيمة المضافة للفرد والأسرة، والمجتمع، تعد منطلقا لأنشطة وبرامج الهيئة وحملاتها الدعائية.
ولأن المجتمع عنصر أساسي في العملية السياحية كون أفراده هم السياح والمستضيفين، فقد استثمرت الهيئة التعامل مع هذا العنصر برؤية جديدة تذكّر بالسلوكيات الإيجابية التي من شأنها أن تدعم أواصر الترابط الاجتماعي بين أبناء الوطن، حيث أطلقت حملة إعلانية جديدة حملت رسائل وطنية ملونة بألوان السياحة، ليشاهد المواطنون بلادهم ومقوماتها المتعددة، التي كلما زاد اطلاعهم عليها، زاد تقديرهم واعتزازهم لما تنعم به من نعم كبيرة ومقومات بشرية وحضارية وتراثية وبيئية لا يماثلها وطن.
وأجزم هنا أنها ليست مفاجأة لأي متابع، أن يعلم أن العديد من شباب هذا الوطن، لا يعرفون الكثير عن بلادهم الجميلة، وفي رأينا أن لذلك دورا مهما في تعزيز اللحمة الوطنية وإبراز المنجز العظيم ـ الوحدة المباركة ـ التي تحققت في هذا الوطن المترامي الأطراف، كما وجهت الهيئة برنامج «ابتسم» للتربية السياحية المدرسية لطلاب المدارس في كافة المناطق، بهدف غرس المبادئ والممارسات القيمة والسلوك الإيجابي في التعامل مع السياحة والسياح لدى الأجيال الناشئة، بما يتواءم مع ثقافتنا العريقة.
ولن تتوقف مبادرات الهيئة عند برنامج واحد؛ حيث كان آخرها الأسبوع الماضي، عندما تم الإعلان عن تأسيس صندوق وبرنامج تنمية القرى التراثية، والذي يعكس إيمان الهيئة العليا للسياحة بالتنوع الإيجابي لمكتسبات مجتمعنا المحلي، لتلك القرى والتي تعتبر كنزا ثقافيا واجتماعيا لتكون مصدرا غنيا ممتعا لسياحة الثقافة والتراث، وموردا اقتصاديا أساسيا لتلك المواقع، ومحفزا للأجيال للتعرف على تراث بلادهم العريق، الذي سيكون أفراد المجتمع والمقتدرون منهم على وجه الخصوص، الداعم الأساسي له.
ولكم تحياتي.
* الأمين العام للهيئة العليا للسياحة
في السعودية