المعارضة السورية تختار رئيسا جديدا لـ«الحكومة المؤقتة» بعد رمضان

TT

تتجه المعارضة السورية إلى تكليف رئيس جديد لتشكيل حكومة مؤقتة تتولى إدارة شؤون «المناطق المحررة»، خلفا لغسان هيتو الذي أعلن استقالته في منتصف مارس (آذار) الماضي. وكشفت مصادر في «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» لـ«الشرق الأوسط» أن «اسم رئيس الحكومة الجديد سيعلن خلال الاجتماع المقبل للهيئة العامة للائتلاف بعد شهر رمضان المبارك»، مشيرة إلى أن «المنافسة تنحصر بين المعارض أحمد طعمة الخضر، المقيم في الداخل السوري، وبين رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب».

ويقول عضو الائتلاف المعارض، أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط» إن «تكليف رئيس جديد للحكومة المؤقتة يعتبر أولوية بالنسبة للمعارضة، لا سيما بعد انتخاب قيادة جديدة للائتلاف»، لافتا إلى أن «رئيس الحكومة المنتخب سيعرض تشكيلته التي تضم وزراء لمختلف القطاعات الخدماتية والسياسية والثقافية على الهيئة العامة ليصار إلى اعتمادها والبدء بالعمل فورا».

ويشدد رمضان على أن «أولوية الحكومة الجديدة متابعة الأوضاع في الداخل السوري بدءا من دعم كتائب الجيش السوري الحر وصولا إلى تزويد المناطق (المحررة) بكافة الاحتياجات اللوجستية والخدماتية».

وتوقع عضو الائتلاف المعارض «إعلان اسم رئيس الحكومة المكلف خلال ثلاثة أسابيع»، معتبرا أن «المرشح الأقوى لشغل هذا المنصب هو المعارض السياسي المستقل أحمد طعمة الخضر». وأكد أن «الأخير يحظى بإجماع كبير من مختلف الكتل الممثلة في الائتلاف سواء الديمقراطيين أو الإسلاميين».

ويعيش طعمة في الداخل السوري بمدينة دير الزور وهو طبيب أسنان وخطيب مسجد سابق، أمضى في سجون النظام مدة عامين بعد مشاركته في تأسيس ما يعرف بـ«إعلان دمشق» المعارض. ومع انطلاق الانتفاضة الشعبية لعب طعمة دورا كبيرا في العمل الإغاثي، كما ترأس مجلس السلم الأهلي في محافظة دير الزور.

وبحسب رمضان فإن «اختيار شخصية مستقلة سيساهم في تشكيل الحكومة واختيار أعضائها من دون عراقيل تذكر»، مؤكدا أن «أحمد طعمة لن يسقط في الأخطاء الكثيرة التي سقط فيها غسان هيتو المحسوب على تيار معين، حيث تعامل وفق آليات غير صحيحة لتشكيل حكومة تمثل مختلف شرائح المعارضة السورية». وكان غسان هيتو، رئيس الحكومة المؤقتة السابق قد فشل في تشكيل حكومة تتولى إدارة شؤون «المناطق المحررة»، معلنا اعتذاره عن متابعة مهامه بعد نحو ثلاثة أشهر على تسميته: «حرصا على وحدة المعارضة»، بحسب ما جاء في بيان أصدره إثر استقالته.

في المقابل، ينفي رئيس المكتب السياسي للتيار الوطني السوري وعضو الائتلاف المعارض، عماد الدين رشيد لـ«الشرق الأوسط» أن «يكون أحمد طعمة الخضر مرشح يحظى بإجماع من قبل تكتلات الائتلاف». وإذ يؤكد أن «للخضر كفاءة كبيرة وحسا وطنيا عاليا»، لكنه يشير إلى أن «خبرته في المجال الإداري معدومة، ما يجعلنا نميل أكثر إلى مرشح تكنوقراط لديه خبرة سابقة في مجال العمل الحكومي مثل رئيس الحكومة المنشق رياض حجاب».

ويجزم الرشيد أن «كتلته إضافة إلى المجالس المحلية وأعضاء الحراك الشعبي وكتلة أمين عام الائتلاف السابق مصطفى الصباغ، ستدعم ترشيح حجاب، لأنه فضلا عن خبرته في شؤون الإدارة، سيريح في حال تشكيله الحكومة المؤقتة، الموالين للنظام السوري باعتباره كان سابقا من مسؤولي النظام».